IMLebanon

متى يثور اللبنانيون؟

نستبعد إقدام الرئيس تمام سلام على الإستقالة. أقله هذا ما نأمله وما يأمله اللبنانيون واصدقاء لبنان. صحيح أن الحكومة في حكم المستقيلة (في حكم حكومة تصريف الأعمال) ولكنّ لها كياناً دستورياً شرعياً تفتقده الحكومة المستقيلة.

ولا نود الدخول في الجدال العقيم حول الحق بتقديم الإستقالة في الظرف الإستثنائي حيث لا يوجد من تقدم اليه هذه الإستقالة، أو من يتقبلها، وليس من يجري الإستشارات النيابية (في القصر الجمهوري)… فقط نقول ان روح الدستور تحظرّ الإستقالة كون الحكومة تملأ الفراغ وتتولى صلاحيات رئيس الجمهورية الى حين ملء الشغور الرئاسي… وإلاّ تكون قد أخلّت بواجبها الدستوري وتخلّت عن دورها الدستوري والوطني بالطبع.

وهذه المقدمة تقودنا الى الكلام على الفشل المدمّر الذي يقود السياسيون  لبنان واللبنانيين إليه في أشد اللحظات دقة وخطورة وحراجة في المنطقة… فشل في زمن يحوطنا الحريق، وتمر قذائف الحروب من فوق رؤوسنا، ونتعرض لضغوطات غير مسبوقة، قريبة وبعيدة… فشل بلغ حدوداً تكاد لا تصدّق لغرابتها وبشاعتها وقرفها في آن معاً، بحيث يتعذّر التصديق ان بلداً يغرق في النفايات ولا يجد سبيلاً لانتشال ذاته من تحتها… فشل لدرجة أن الحكومة ومصيرها مرتبطان بالنفايات بقرار مباشر من رئيسها. فشل حتى أن الساعين (وليؤذن لنا بالقول) الى وليمة النفايات لا يرف لهم جفن ولا تشمئز لهم نفس، ولا تصيبهم عدوى فيروس الخجل، بالرغم من أننا في زمن الجراثيم الفتاكة والفيروسات القاتلة. فشل في كل شيء تقريباً. والفشل الأكبر، في نظرنا، هو العجز عن صيانة الوحدة الوطنية التي هي معيار قوة هذا البلد وصمود هذا الشعب. ثم لا يفوتنا أن نشير الى مسلسل الفشل المروّع في حماية دور لبنان في محيطه وفي العالم، وفي الحفاظ على »المستوى العام« في لبنان: مستوى التعليم، مستوى الرقي، مستوى التقدّم، مستوى السياحة، مستوى النمو، مستوى المنافسة في المجالات كافة مع العالمين القريب والبعيد.

ولعلّ الأهم من هذا كله هذا الصراع المحموم على استلاب مقوّمات الدولة والوطن، وسرقة الأموال العامة، والإرتكابات في سائر الميادين والمجالات والقطاعات والإدارات.

فماذا يريدون، من بعد؟!

والى أين يمضون بنا من هنا؟!

وهل ثمة زيادة لمستزيد؟!

بل هل ثمة قدرة لدى الناس على التحمل، وهم الذين على كواهلهم أثقال أين منها الجبال؟

والسؤال ليس الى متى الصمود؟ بل: لماذا، وكيف لا يزال الناس صامدين ومتحملين وساكتين؟

هل نحرّض الناس على الثورة؟

أجل! نحرضهم على ثورة سلمية لا تتوقف حتى تستعيد الأمانة الى الشعب من الذين سرقوها منه ومازالوا في غيهم يعمهون.