IMLebanon

عندما نجا رئيس «أمل» من خطر حاجز مسلح!

عندما نجا رئيس «أمل» من خطر حاجز مسلح!

بري لـ«السفير»: هذا ما أعجبني في كلام الحريري

ينشط الرئيس نبيه بري على جبهات عدة، دفعة واحدة. يلاحق ملف النفايات بتفاصيله و «شياطينه»، يهتم بأعمال الصيانة للحوار والحكومة، يحاول التخفيف من أضرار «عاصفة الصحراء» على لبنان والمقاومة، ويمهد التربة لـ «ربيع رئاسي» مفترض.

ويقول بري لـ «السفير» إن حل النفايات الذي أقرته الحكومة هو أفضل الممكن، داعياً إياها إلى أن تحزم أمرها وتباشر في تطبيقه، ومشدداً على ضرورة التقيد بضوابط معينة خلال التنفيذ من بينها إجراء مناقصات شفافة ونزيهة. ويوضح أنه أيّد منح حوافز مالية للمناطق والبلديات المعنية بهذا الحل لأنها تساهم في التنمية، «ولكنني أرفض بشدة محاولات الاستغلال او الابتزاز من قبل البعض لانتزاع مكاسب فئوية على حساب خزينة الدولة».

ويعتبر بري أن كلام الرئيس سعد الحريري في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، «إيجابي بمجمله»، لافتاً الانتباه إلى أن أبرز ما استوقفه فيه تأكيد الحريري استعداده للقاء السيد حسن نصرالله، «وهذا موقف ليس بوسعي سوى أن أقدّره، وأسجله له، لأنه ليس سهلاً أن يبدي رئيس تيار المستقبل مثل هذا الاستعداد في وقت تصنف فيه السعودية حزب الله منظمة إرهابية وتعادي السيد نصرالله، وبالتالي فإن من لا يُقدّر ما قاله الحريري على هذا الصعيد لا يريد مصلحة لبنان».

إيجابية أخرى وأساسية عبّر عنها الحريري، وفق بري، وتتمثل في «موقفه القاطع والحاسم برفض طرح الرئيس فؤاد السينورة اعتماد النصف زائداً واحداً كنصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية». وهنا، لا يفوت بري ـ الذي كان قد رد على السنيورة خلال جلسة الحوار السابقة ـ أن يخصه برسالة أخرى، قائلاً له: يا فؤاد.. اهتم بعالم المال ولا «تتعمشق» على الدستور.

ويثني بري على تأكيد الحريري خلال حواره التلفزيوني استمراره في الحوار مع «حزب الله»، وبقاء وزرائه في الحكومة.

وعُلم أن بري أجرى اتصالاً هاتفياً بالحريري، مشيداً بما تضمنته مقابلته، ومؤكداً له أنه لا يتصل به ليشكره على مديحه له، وإنما ليهنئه على موقفيه من مبدأ اللقاء مع السيد نصرالله، ومن مخالفة الرئيس السنيورة.

أما قرار وزراء الخارجية العرب بتوصيف «حزب الله» منظمة إرهابية فيرخي بظلاله الثقيلة والقاتمة على عين التينة التي تحاول عبر «ديبلوماسية الظل» التخفيف قدر الإمكان من تداعيات الضغوط الحاصلة على لبنان والمقاومة.

ويشير بري إلى أن التوصيف الذي اعتمده مجلس الجامعة العربية «مؤسف ومستغرب، وأخشى من أن تواصل القمة العربية المقبلة سلوك هذا المنحى»، لافتاً الانتباه إلى أن «علينا أن نفعل شيئاً إزاء ما يجري، وأفضل وأسرع ما يمكن أن نفعله هو أن نبادر الى انتخاب رئيس الجمهورية، لأنه عندما يصبح لدينا رئيس فإن أموراً كثيرة تتغير».

ويتمسك بري بمقولة أن الاستحقاق الرئاسي يكاد يختمر، مشيراً إلى أن لديه من الأسباب والمعطيات ما يبرر الاستنتاج الذي توصل أليه، لكنه يرفض الإفصاح عنها، «لأنني لو فعلت فإن الفرصة قد تضيع»، منبهاً إلى أن فريق «8 آذار» سيكون ربما الخاسر الأكبر إذا جرى التفريط بهذه الفرصة.

ويتوقف بري عند الحملة التي يتعرض لها «حزب الله» من قبل بعض الدوائر الرسمية العربية، قائلاً: «الحزب يتعرض لهذا الهجوم، إما لأنه حليف إيران وإما لأنه عدو إسرائيل، وأنا سأكون حَسن النية وسأفترض أن سبب الحملة يعود حصراً إلى التفسير الأول، وفي هذه الحال لا بد من التساؤل: إذا كانت مشكلة بعض العرب هي مع إيران، فلماذا لا يذهبون الى العنوان الأصلي ويواجهونها مباشرة، بدل التصويب على أهداف أخرى؟ وبالتالي لماذا يتم التعامل مع لبنان باعتباره خاصرة رخوة او بمثابة بدل عن ضائع؟».

ويضيف بري: «أعتقد أن ما يحصل يندرج بشكل أساسي في إطار مفاعيل الاتفاق النووي، ويعكس قلق البعض في المنطقة من هذا الاتفاق ومن مردوده على طهران ودورها في الشرق الأوسط، ولذلك أكرر أنه لا مخرج من النفق الممتد عبر الكثير من دول المنطقة وصولاً إلى لبنان، إلا بالتقارب السعودي ـ الإيراني.

وحتى تكتمل الصورة، يلفت بري الانتباه إلى أن هناك في لبنان من اعتادوا على أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، مستشهداً في هذا السياق بأمثلة عدة، «إذ لطالما وُجد بين اللبنانيين من كان فرنسياً أكثر من الفرنسيين، وناصرياً أكثر من عبد الناصر، وفلسطينياً أكثر من الفلسطينيين، وسورياً أكثر من السوريين… وإسرائيلياً أكثر من إسرائيل».

وفي خضم الواقع العربي المتشظي والوضع اللبناني الهش، يستعيد بري من أرشيف الماضي حادثة معبّرة كان «بطلها»، وكاد يكون «ضحيتها»، وهي تعكس ـ برأيه ـ الفارق الكبير بين الجو المذهبي السائد حالياً والمناخ الوطني الذي كان مخيّماً في مرحلة مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

يروي بري أنه قرر خلال أحد أيام تلك الحقبة أن يزور موقعاً لحركة «أمل» عند تخوم الضاحية الجنوبية بغية معايدة عناصره وتعزيز معنوياتهم، فاستقلَّ سيارة «فولسفاكن» ـ للتمويه الأمني ـ وإلى جانبه بعض المرافقين، وتوجه إلى المكان المقصود. لكن، وفي طريق العودة، فوجئ بري بحاجز لعناصر من «جبهة التحرير العربية التي كان يوجد عداء بيننا وبينها، وكنا حتى عشية الاجتياح نتقاتل معها». توتر المرافقون، وسألوا بري: ماذا نفعل؟ فأجابهم: إهدأوا.. عندما نصل الى الحاجز سأنزل من السيارة وسأحاول ان أسوّي الأمور، ولا تتصرفوا إلا إذا تعرضت للتهديد.

ويتابع بري: «المفاجأة، أنني عندما نزلت من السيارة وتعرف إلي المقاتلون، سارعوا إلى الترحيب بي بحرارة، لأننا كنا جميعاً نواجه آنذاك الخطر الإسرائيلي المشترك.. أما العبرة فهي أن العداء لإسرائيل وحده يوحدنا».