Site icon IMLebanon

عندما تصبح الجماهير عدوّة نفسها؟!

 

انا ارفض التعميم عند الكلام عن الطبقة السياسية التي تدير شؤون البلد في هذه الايام، بمثل ما ارفض التعميم عند الكلام عن الوزراء والنواب والشخصيات السياسية المستقلة، وحتى عن التجار واصحاب المصارف والموظفين والقضاة، لان بين هؤلاء جميعاً شرفاء، نظيفي الكف، يخافون الله، واصحاب ضمير ووطنية، ولذلك عندما اتناول مؤسسة بنقد او اتهام، فانا اعرف الى من اتوجه، وعندما اقول كلمة طيبة بالحكومة او بمجلس النواب او بالطبقة السياسية، فهذا لا يعني، ان هذه تستحق الثناء جملة، لا سمح الله، بل لاقول ضمناً، اعطوا فرصة للاوادم والطيبين والمخلصين، ليعملوا جهدهم وطاقتهم، في خدمة الشعب اللبناني الذي وصل الى حد الكفر وعدم الايمان بالقديسين والصالحين من البشر.

 

الجنود والضباط والموظفون والعمال واصحاب المؤسسات، التي اقفلت ابوابها والتي لم تقفل بعد، ومئات الوف اللبنانيين الذين يعانون الامراض والموت، بسبب التلوث، والعائلات التي تفتقد ابناءها، فلذات اكبادها، الذين هاجروا لان الغرباء يأكلون حقوقهم والحكومة لا تعمل شيئاً حيال ذلك، من حق هؤلاء جميعاً ومن واجبهم، ان يغضبوا وان يتظاهروا وان يثوروا، ولكن ليس على حساب الناس، وحساب كراماتهم وصحتهم واشغالهم وامراضهم ومصالحهم.

 

قطع الطرقات جريمة في القانون، مثل جرائم الفساد والهدر والسرقة، فهل نرتكب جريمة لنسمع اصواتنا وصراخنا واهاناتنا الى اهل الحكم، وبينهم شرفاء يعملون من اجلكم، ويخاصمون من اجلكم، ويطلبون منكم ان تشدوا ازرهم بالطرق الحضارية المشروعة، واذا رأيتم في نهاية المطاف، ان الدولة اكلت حقوقكم، ولم تسترد اموالكم، ولم تحاسب من سرقها، ولم «تدق» بمراكز النفوذ والمتسلطين على الاملاك العامة والخاصة، وعلى المرافق الاساسية، ولم ترشق الادارة العامة وتطهرها من الفاسدين والعاطلين عن العمل، وتنفذ الاصلاحات الضرورية من اجل لبنان جديد، ودولة جديدة، عندها تسقط جميع الاعتبارات والمحاذير، ويصبح اسقاط الدولة واجباً وطنياً، يشارك فيه الجميع.

 

لا تدعوا عدسات التلفزيونات وكاميراتها، تجركم الى تضييع البوصلة، على معزوفة «كلن يعني كلن» هذا قول خاطئ وظالم، ولا يضيف الى تحرككم اي قوة اضافية.