IMLebanon

عندما يتحوّل إعلام «الممانعة» الى منصّات فارغة

حمادة لـ «المستقبل»: إيران عنوان الحرب والدمار

عندما يتحوّل إعلام «الممانعة» الى منصّات فارغة

يحق لإعلام «الممانعة» العبث بأمن البلاد وبالتطاول على دول جارة وشقيقة لها في كل شبر من لبنان بصمة واضحة وسيرة طيّبة امتدت لعقود من الزمن تركت أثرها داخل كل منزل وحارة. لكن في المقابل عندما يهمّ أهل الحق لقول كلمة حق في وجه الجائرين والمُحرّضين فإنهم يتحوّلون بنظر هذا الاعلام الى خونة وعملاء وبالتالي وجب عليهم تحسّس رقابهم.

لم تدخل يوماً المملكة العربية السعودية في «بازار» تنافسي سياسي مع اي دولة عربيّة كانت أو أجنبيّة، في مساعداتها للبنان، بل ما كانت تنطلق منه هو ايمانها ببلد وشعب قادرين على تحقيق المعجزات والنهوض مجدداً بعد كل عملية دمار وخراب يتعرّضان لها سواء بإعتداءات وأطماع أو من جرّاء مغامرات غير محسوبة، فكانت السعودية على الدوام الحاضر الأبرز في كل الاوجاع والمصائب وصاحبة اليد الخيّرة التي ما فرّقت يوماً بين لبناني وآخر لا في الطائفة ولا في المذهب.

هجوم مُركّز تتعرض له السعودية منذ فترة على يد حلف «الممانعين» ضمن عمليّة توزيع أدوار هدفها التقليل من حجم الدور البارز الذي تقوم به المملكة في اليمن بمشاركة الدول العربيّة، والذي كانت له نتائج كبيرة وهامة أدت إلى تحجيم مخططات هذا الحلف ومن ضمنها السيطرة على مضيق «باب المندب» اهم معابر الملاحة في الخليج العربي، بالإضافة إلى الدور الوفاقي الذي تلعبه في لبنان وعملها الدؤوب لتكريس الشرعيّة فيه إن في مواقفها العلنية أو من خلال مساعداتها الفعليّة وآخرها وليس أخيراً دعمها الجيش اللبناني بسلاح مُتعدّد ومتنوّع ستبدأ أولى بشائره بالوصول خلال الأيام القليلة المقبلة.

هو دور أرسته السعودية منذ تكوين لبنان. لم تُفرّق يوماً في تعاملها بين فريق وآخر. دعمت وما زالت تدعم الشرعية إلى أقصى الحدود. نأت بنفسها عن جميع الخلافات الداخلية ولم تدخل يوما طرفاً في صراعات اللبنانيين. حافظت على علاقتها الطيّبة بالجميع رغم الهجمات التي تعرّضت لها على يد بعض المنتفعين من الأزمات التي تحصل في المنطقة والمُتضررين من سياستها الحكيمة الداعمة بشكل أساسي للدولة ومؤسساتها الرسميّة. لكن كل هذا الدعم والعطاء اللا محدودين لم يروقا لحلف لم يرَ في لبنان يوماً صورة وطن سيادي موحّد، بل رأى هذا الحلف فيه أرضاً خصبة يُمكن ان تُزرع فيها بذور التقسيم خدمة لمشاريع خارجيّة.

النائب مروان حمادة يعتبر في حديث إلى «المستقبل» أن الهجمة على السعوديّة دليل تعثّر وضعف، وهي كمَن كان يتوقّع أن تبقى السعودية وبقيّة الدول العربيّة صامتة ومشلولة في وجه الهجمة الإيرانية على المنطقة، إذ بهؤلاء يتفاجأون بعنصر المبادرة التي إتخذتها السعودية تجاه اليمن وبفضحها كل ما تقوم به ايران على الساحة العربية. وهذا الشعور ظهر بشكل جلّي في خطابات السيد حسن نصرالله وإطلالاته الأخيرة وأيضا في حديث «العملاء» الصغار الذين نراهم يتنطّطون بين شاشة واخرى».

ويلفت حمادة إلى أن «مَن يقود هذه الحملة ضد السعوديّة هو محور إيران والنظام السوري. ولا بد من التأكيد هنا أن ايران قبل الإتفاق النووي وبعده، هي إيران نفسها الصفويّة صاحبة مشروع الإستعمار الجديد، كما وأن الاستكبار اصبح يتمثّل بإيران وبقايا النظام السوري من العاطلين عن العمل وأدواته في لبنان والذين كان يستنفرهم رستم غزالي قبل ان يتحوّلوا إلى ألعوبة بيد ضابط ايراني».

ويعود حمادة بالذاكرة الى بداية العلاقات اللبنانية – السعودية ليؤكد ان الأخيرة لم تتعاطَ إلّا للخير مع لبنان. بل اكثر من ذلك، فقد كانت لها بصمات واضحة في تنظيف شوارع العاصمة وإعادة اعمار البلد ورعاية الوفاق اللبناني وتمويل مرحلة البناء بعد الحرب وإنقاذ العملة اللبنانية من خلال وضعها ودائع في مصرف لبنان وإنعاش السياحة اللبنانية. حتى ما يجري اليوم من قطع للمواصلات البريّة، هل يعلم هؤلاء بأن الجزء الاكبر من إنتاجنا اللبناني الزراعي والصناعي وجهة تصديره السعودية؟. مضيفاً: المملكة عنوان خير وتعاون وتنميّة، بينما ايران عنوان تدمير وحرب ودمار ومد اليد على المؤسسات».

ويختم بالقول: لا اذكر أن السعودية وضعت يوماً فيتوات على أي جهة، حتّى في مرحلة الإنشقاق والإختلاف حول إنتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل حاولت السعودية ونجحت في تخفيف الإنقسام وأيضا استقبلت بشير الجميل في «الطائف» المكان ذاته الذي حضن الإتفاق الذي أنهى مرحلة الحرب اللبنانية».