IMLebanon

عندما يطلب البطريرك تعميم كلام الوزير نهاد المشنوق

كان لافتاً الكلام المحبّب الذي وجهه غبطة البطريرك نيافة الكاردينال بشارة بطرس الراعي الى الوزير نهاد المشنوق خلال الإحتفال بإفتتاح القصر البلدي في جعيتا. وقد وصفه أحد كبار الحضور الحاشد في ذلك الحفل بأنه أشبه بقصيدة غزل بهذا الوزير الذي مايزال يحصد الإعجاب والتقدير لمواقفه في الأوساط كافة، وبالذات في الوسط المسيحي المتعطّش الى شخصية مسلمة تتوجه اليه بالخطاب المباشر الذي يضع الإصبع على الجرح دونما تملّق، فيسمى الأبيض أبيض والأسود أسود، ويقول للمسيحي: هنا أخطأت وهنا أخطأنا نحن… وهنا أنت على حق (…).

ولفتني قول شخصيّة بارزة إستقطبت ولا تزال تستقطب الأضواء، وكانت مثار جدال كبير في الأشهر الأخيرة من السنة 2015 الماضية: أنا أكنّ المحبة لنهاد المشنوق لأنه يمثل جيلاً جديداً من السياسيين (وهو المخضرم) الذي عرف كيف يدرك فلسفة الكيان اللبناني ويتصرّف من خلال هذا الفهم.

على صعيد شخصي نود أن نؤكد على المؤكد الذي يعرفه معالي الوزير مشنوق وهو أننا نكن له تقديراً واحتراماً كبيرين، وهذه الزاوية كانت مفتوحة أبداً للإضاءة على أقواله وأفعاله وتثمينها، وإن كنّا نختلف معه في الرأي في نقط عديدة أثار بعضها في كلمته، خصوصاً الموقف من المارونية السياسية التي وإن كنّا لا نؤمن بالخلط بين الدين والسياسة إلاّ أننا نرفض جلد المارونية السياسية باعتبارها رأس المعصية. ونحن مع وزير الداخلية عندما سأل ما إذا كانت الصلاحيات الواسعة  (سابقاً) قد وفّرت الحماية للمسيحيين؟ وهو سؤال وجيه والجواب عليه واضح وهو أنها لم توفر أي حماية. ولكن ذلك دليل على أن المسيحيين لم يكونوا يستأثرون بالحكم. وفي ايام ما يُسمى بـ «المارونية السياسية» تجاوزاً كان لبنان ينعم بإزدهار تحسده عليه حتى الدول النفطية. ومن نافل القول أن نكرر انه كان لهذا الوطن الصغير قيمة نادرة وتقدم وتطور وإنشاء وعمران في ذلك الزمن الجميل (…).

ثم ان الرئيس المسيحي ذا الصلاحيات الواسعة لم يستغلها مرة في مجال قهر الآخرين… وهل نذكّر (وقد أشار معاليه الى الترجمة الخاطئة للمطالبة بـ«المشاركة» في ذلك الزمن)، بأنّ الشراكة كانت قائمة فعلياً، فعندما كان رئيس الوزراء على خلاف في وجهات النظر مع رئيس الجمهورية كان يرفع الصوت: «رئاسة الوزراء شرّابة خرج»، وهذا القول للرئيس المرحوم صائب بك سلام (رجل الوفاق الوطني)، وعندما تكون العلاقات جيدة مع رئيس الجمهورية، كان ردّ الرئيس سلام نفسه بذلك «المانشيت» في «الحياة» في مطلع السبعينات إعتراضاً على الفريق المطالب بالمشاركة: «يروحوا يتضبضبوا فالمشاركة بألف خير».

وكلام الوزير الصديق نهاد المشنوق لقي، كما استهلينا هذه العجالة، ترحيباً حاراً من غبطة البطريرك لذلك نرى أن الذين يحملون على وزير الداخلية بقسوة فليتوجهوا الى صاحب الغبطة مستفسرين على الأقل .