يبدو ان الكذب والتسويف هما ملح النظام السوري وشعاره منذ زمن بعيد… واليوم صار من صفات «حزب الله» («اشرف الناس»؟!)
نقول هذا الكلام، بعد البيان الذي صدر على اثر الاعتداء الذي شنّه الطيران الاسرائيلي امس، على منطقة الديماس في ضواحي دمشق، وقرب مطار دمشق الدولي…
البيان الاسرائيلي يقول «ان اسرائيل قصفت قافلة سلاح لـ«حزب الله»…
البيان السوري يقول ان اعتداءً اسرائيلياً سافراً تعرضت له سوريا المقاومة، عندما شعرت («اسرائيل») ان الجيش النظامي السوري حقق انجازات عسكرية في دير الزور وحلب، وغيرهما من المناطق.. ليخلص البيان الى القول ان هذا الاعتداء يؤكد ان اسرائيل تدعم «القاعدة» و«النصرة» و«داعش» والارهاب، تماماً كما الدول الغربية…
نسأل: هل من احد اطلع على هذا البيان يمكن ان يصدق ما ورد فيه؟.
الغارتان الاسرائيليتان على الاراضي السورية اللتان استهدفتا امس مجمع اسلحة ايرانية وكورية شمالية كانت معدة لنقلها الى حزب الله ليست الاولى من نوعها… انما هي واحدة في مسلسل طويل رافق عهد بشار الاسد منذ اكثر من سبع سنوات حتى اليوم… وفي كل مرة تصدر تعليقات باتت معروفة: «سنرد. سنلقن العدو درساً لن ينساه. سيكون رداً قاسياً… ولكن نحن نختار زمان ومكان المعركة وليس العدو الذي يختارهما» الخ…
1- منذ الغارة على موقع عين الصاحب في 2003 (5 تشرين الاول) وهي كانت اول غارة اسرائيلية على سوريا بعد حرب 1973، وحتى اليوم لم تتوقف الغارات الاسرائيلية بالحديد والنار، ولم تتوقف الردود الكلامية على الغارات الحربية!
وهنا بعض الامثلة:
2- في 6 ايلول 2007 دمرت اسرائيل الموقع النووي السوري.
في 30 كانون الثاني 2013: ضربات جوية على الاراضي السورية اسفرت عن مقتل القائد في الحرس الثوري الايراني المعروف باسم «خوش نويس»… ثم في التاريخ ذاته غارة ثانية استهدفت قافلة اسلحة الى حزب الله ولكن داخل الاراضي السورية.
3- في 3 ايار 2013 غارة اسرائيلية على سوريا من الاجواء اللبنانية استهدفت قافلة اسلحة لحزب الله وصفت بأنها كانت متطورة.
4- في 5 أيار 2013 غارة ثالثة خلال ثلاثة ايام كان لها دوي كبير في دمشق.
في 5 آذار 2014 اول هجوم اسرائيلي مباشر على حزب الله في الضاحية الجنوبية منذ حرب 2006 وهو ما اسفر عن مقتل احد قياديي الحزب؟!
ويوم اغتيال القائد المقدام عماد مغنيه في 12 شباط 2008 في تفجير في دوار كفرسوسة نفذه ضابط سوري وظف لهذه العملية من قبل فتاة تركية تعمل مع «الموساد» الاسرائيلي ويومها اقاموا الدنيا ولم يقعدوها، وعدنا الحزب بالرد ولم ينفذ وعده، هذا مع العلم ان التحقيق في مقتل مغنيه لم يبصر النور؟!.
الان، صار هناك عدو جديد… بل «شماعة جديدة»، هي الارهاب، وكلما حصلت عملية ما يقولون انه «الارهاب» و«الارهابيين»؟!
يا جماعة، كفى ضحكاً على عقول الناس… الناس ليسوا اغبياء ليستسهل البعض الضحك عليهم الى هذه الدرجة… وهناك تطور غير مسبوق في وسائط التواصل… واكثر من خمسة آلاف محطة تلفزيونية، عدا وسائل الاتصال الاخرى…
نصيحة، كفوا عن الكذب، فمن يكذب الآن، سينكشف امام العالم لاحقاً.. نحن نفهم ان يكون الآخرون كاذبين.. لكن ان يكون «اشرف الناس» كذلك، فهذه ثقيلة».
ولنتذكر ان اقصر مسافة بين نقطتين هو الخط المستقيم… فليت هؤلاء يعودون الى ضمائرهم، ولو مرة واحدة.. لان الكذب الذي احترفوه سيأتي يوم ويحاسبون عليه… وهذا اليوم قريب؟!