Site icon IMLebanon

متى توأمة السلاح والدم ؟!

هذا المقال هو استكمال ومتابعة لمقالتي يوم الاثنين بعنوان «مؤامرة على لبنان وجيشه» التي تعالج التأخير المريب في تسليم الجيش اللبناني الاسلحة المناسبة التي تساعده في الدفاع عن حدود لبنان الشرقية، وعن المواطنين في البلدات والقرى القريبة من الحدود اللبنانية – السورية، حيث تتحصّن هناك اعداد كبيرة من مقاتلي التنظيمات الارهابية التكفيرية، مثل «جبهة النصرة» و«داعش»، التي على ما يبدو توقفت عن قتال النظام في سوريا، ووجّهت سلاحها باتجاه لبنان والجيش اللبناني، ظنّاً منها انها تستطيع تحقيق انتصار محقّق على الجيش اللبناني «المتواضع التسليح» وما صدر عن تنظيم «داعش» بالامس من ان «تحرير» لبنان سوف يبدأ بعدما انهى التنظيم استعداداته، يصبّ بهذا التوجّه، خصوصاً بعد معركة تلّة الحمراء التي ارادها التنظيم مدخلاً له للسيطرة على بلدتي راس بعلبك والقاع، وفتح الطريق امامه وامام التنظيمات التكفيرية، الاخرى لاحتلال بلدات وقرى اخرى واعلان ضمّها الى دولة العراق والشام الاسلامية.

الجيش اللبناني كان له رأي آخر وموقف آخر، مدافع عن موقعه حتى الاستشهاد، وحرم اصحاب الاقدام الهمجية الزاحفة بالمئات من التمتّع بنشوة الانتصار وردّهم على اعقابهم مخلّفين وراءهم جثث قتلاهم التي دنّست لساعات قليلة ارض لبنان المقدسة، لكن هذا الانتصار الذي دفع الجيش ثمنه غالياً جداً، يجب ان يدقّ جرس الانذار والتحذير، للمسؤولين جميعاً، مدنيين وعسكريين، وقيادات سياسية، وتنبيههم الى ان استمرار الحال على هذا المنوال، والتأخير في تزويد الجيش بالسلاح الضروري الفاعل القادر على حماية الارض والروح معاً، هما خطّ أحمر، بنظر ورغبة ومطالبة الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني، الغاضب لوقوع هذا العدد من الشهداء، لأن السلاح الذي بأيديهم، لا يقارن بالسلاح المتطوّر التي تملكه هذه التنظيمات، وانتصارات الجيش اللبناني في جميع معاركه، منذ بدأت الاعتداءات عليه، يجب وضعها في خانة انتصار الكرامة والشجاعة والوطنية والدم، على السلاح، وليس في خانة انتصار السلاح على السلاح، وعلى المسؤولين ان «يحسّوا» بداية ان الحرب الشاملة مع التكفيريين بدأت وسوف تستمر، ومواجهة هذه الحرب تتطلب خطوات وقرارات واستعدادات، لم يلحظ منها المواطن شيئاً حتى الآن، وقد يكون بعضها التعبئة العامة ووقف الانفاق على اي مشروع غير مشروع حماية لبنان وشعبه، وشراء السلاح حتى من الشيطان، خصوصاً وان السلاح الفرنسي المموّل من هبة الثلاثة مليارات دولار، لن يسلّم الى لبنان قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، وكان ممكناً ان ينتظر لبنان هذه المدة الطويلة، لو ان الاوضاع طبيعية، ولكنكم يا جماعة، ألا تسمعون طبول الحرب على الحدود الشرقية والجنوبية، وفي الجولان السوري تدوّي بقوّة من فوّهات المدافع والصواريخ؟!

* * * *

الآن… الآن وليس بعد سنوات، يجب توأمة السلاح مع الشجاعة والتضحية، حتى يمكن القول بارتياح، ان لبنان اصبح بخير ومأمن.

يجب الاْ نسمع بعد الآن، ان الجيش يحارب باللحم الحيّ، الجيش يجب ان يقاتل بالمدفع والصاروخ والدبابة والطائرة وبفائض كبير من الذخيرة، وبأعداد كبيرة من المجندين والمتطوعين، ولمَ لا من الاحتياط.

هذه الحرب فرضت على لبنان، ولا خيار امام اللبنانيين سوى الانتصار فيها، اذا ارادوا ان يبقوا احراراً كراماً على هذه الارض، ومن اجل هذه الغاية، يجب على المسؤولين، وعلى القيادات، وعلى اللبنانيين ان يقبلوا بجميع التضحيات.

ارض لبنان تعوّدت منذ الازل ان ترتوي بدماء من يدافع عنها… لا اظنّ لبنانياً يريد كسر هذه القاعدة.