من يستمع الى ميشال عون وشعاراته يؤخذ بهذا السياسي… مثال ذلك عندما يقول إننا مستمرون في تحركنا حتى العودة الى الميثاق والدستور والقانون (…).
كم هو جميل هذا الكلام وهذه الشعارات؟!
ولكن بين الكلام والشعارات وبين الواقع توجد مسافة كبيرة. فلو كان طارح هذه الشعارات منسجماً مع نفسه، فإن الحدّ الأدنى المطلوب منه فعله هو ألاّ يترك البلد من دون رئيس للجمهورية.
يدرك ميشال عون إدراكاً واضحاً أن سبب الفراغ الرئاسي منذ سنة وثلاثة أشهر هو لأنه يطرح نفسه للرئاسة. يمعنى آخر هناك قوى تمنعه من الوصول يظهر أنها أهم وأكثر فاعلية من القوى التي تدعمه.
فلو كان عون منسجماً مع نفسه لكان بحث عن الحلول بدلاً من أن يطرح الشعارات.
السؤال الذي يطرح ذاته: ألم يحن الوقت ليدرك ميشال عون بعد 15 شهراً أن الموضوع الرئاسي لم يتقدم خطوة واحدة؟!
فلماذا لا يستوعب أن القوى الحليفة له، إما هي عاجزة وإما هي غير صادقة معه.
وفي الحالين ليس الأمر في مصلحته.
الى ذلك فإن الإتفاق بينه وبين جعجع (ورقة التفاهم) ألا يشكل فرصة للجنرال ليكون صانع الرؤساء؟ فلماذا يفوّت هذه الفرصة؟
أما إذا كان يتكل على كلام نصرالله الذي يقول فيه إن الجنرال »ممر إلزامي«… فلو كان هذا الكلام في مطلع المعركة الرئاسية لقلنا لا بأس من الإنتظار… أما اليوم فيجب التأكد انه لو كان حسن نصرالله يريد فعلياً إيصال عون الى الرئاسة، وكان قادراً على ذلك، فلماذا لم يفعلها بعد؟
ولا نريد أن ندخل في نوايا السيد حسن نصرالله أو أن نشكك فيها.
فقط نذكر سريعاً بموقف حزب اللّه من ترشح عون للرئاسة في العام 2008 يوم تركه الحزب في منتصف الطريق وأيّد ميشال سليمان الى الرئاسة.
ولكن آن الأوان لعون لأن لا يكتفي بإدراك الحقيقة، بل أيضاً بأن يتصرف على أساسها.
كلمة أخيرة: شعارات النزول الى الشارع و »ثورة حتى النصر«… أتمنى على الجنرال أن ينظر الى مسيحيي الشرق وما يتعرضون له من جرائم كبيرة في حقهم وهي أيضاً في حق الإنسانية (في العراق وسوريا…) وليته يعتبر فيتصرف بما يحفظ رئاسة الجمهورية وينهي هذا الفراغ في المنصب الرئاسي المسيحي الوحيد في هذه المنطقة من العالم.
عوني الكعكي