IMLebanon

متى سيدخل حزب الله الحرب؟ “فقس الزر من عدمه” بيد السيد وحده… انتظروا الشاشات 

 

حزب الله ردّ على التهديدات الأميركيّة والبريطانيّة بتهديد أكبر رؤساء دول ومخابرات للمسؤولين

 

الحرب الكونية على غزة ونتائجها رسخت القناعة الدولية والعربية بحل الدولتين للقضية الفلسطينية، ومعاودة سير المباحثات من النقطة التي وصلت اليها المفاوضات غير المباشرة بين الرئيس الراحل حافظ الاسد ورئيس الحكومة الاسرئيلية اسحق رابين الذي قتله اليمين الصهيوني المتطرف، ودفن معه مرحلة السلام الذي تقدمت في بداية التسعينات، لانه وافق على العودة الى حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧، و “اسرائيل” مضطرة الان بعد ٣٠ سنة الى القبول بهذا الخيار، ولا يمكن ان تقفز فوقه بعد موازين القوى الجديدة التي فرضتها احداث غزة وجنوب لبنان، والملاحظ ان رابين ربما كان من الاوائل الذين اكتشفوا المازق الاسرائيلي مبكرا وذهب الى الحل الذي يحمي كيانه ومصالحه.

 

وحسب المتابعين للاتصالات الموازية لحرب “اسرائيل” على غزة، فان بايدن وبعيدا عن المظاهر الاحتفالية الاعلامية الانتخابية في تل ابيب، ابلغ المسؤولين الاسرائيليين حسب ما وصل من معلومات الى بيروت ضرورة تجنب تدحرج الامور الى الحرب الشاملة في المنطقة، مع التمسك بحماية “اسرائيل” واحتضانها ومدها بكل ما تطلبه، لكنه سال، ماذا بعد اجتياح غزة؟ الاردن ومصر والسعودية ترفض تهجير الفلسطينيين وتهدد بالحرب، هذا المشروع سقط؟ ماذا اذا دخل حزب الله الحرب وردد بايدن هذه الجملة اكثر من مرة؟ ماذا لو دخلت ايران ؟ ماذا لو انتقل القتال الى الضفة ؟ ماذا سيحصل لو صمدت حماس وطالت الحرب؟ طارحا ضرورة العودة الى المفاوضات وانخراط “اسرائيل” فيها ومناقشة الحلول المطروحة التي قدمها ولي العهد السعودي الى وزير الخارجية الاميركي والقائمة على حل الدولتين.

 

هذه القناعة في حل الدولتين امتدت الى الفرنسيين، وابلغوا حزب الله في اليومين الماضيين بداية اقتناعهم في هذا الحل والعمل لانجاحه.

 

وحسب هؤلاء المتابعين، فان “اسرائيل” ستباشر النزول عن الشجرة بعد اسبوعين او ثلاثة، وان الاميركيين اعطوا هذا الوقت للقوات الاسرائيلية لاستكمال هجومها وتحقيق انجاز ما في شمال غزة او تقطيع القطاع، يحفظ لها ماء الوجه ويبرر لها القبول بوقف النار وتسويق هذا الانجاز اعلاميا رغم صعوبة تحقيقه، حتى اذا حصل لا يساوي شيئا امام ما حققته حماس من انجازات اسطورية في عملية طوفان الاقصى.

 

وفي المعلومات الواردة الى بيروت، فان البحث في الحل السياسي قد بدا، وسيتخلله دخول المساعدات الانسانية الى غزة وسحب التقارير الاعلامية التفاعلية حول المجازر، والسؤال: هل تمت تفاهمات بين الحكومات على تبريد الاجواء ولو على حساب الدماء ومن وراء ظهر المقاومة؟ وحسب ما وصل الى بيروت، “لا حرب شاملة” في الافق، وهذا ما قاله مرجع رسمي الى زواره “اسرائيل ستتراجع لان ما ستدفعه حاليا من اثمان لا يقارن بما ستدفعه لاحقا اذا قررت الدخول الى غزة”.

 

وفي المعلومات ايضا، ان فترة السماح “لاسرائيل” بتحقيق انجاز ما خلال اسبوعين، سيرافقه وقف شامل للاتصالات الدولية والعربية، ويشمل ذلك موضوع الاسرى، وابلغت حماس الجانب المصري عدم القدرة على البحث في ملف الاسرى قبل وقف النار لتجميعهم واحصائهم، وهناك عشرات الاسرى عند التنظيمات الفلسطينية.

 

واللافت، ان الكلام الاميركي لم يلق الاستحسان عند نتنياهو، الذي سيعمل على عرقلة السيناريو الاميركي العربي للحل، كونه يدرك ان حكومته ستسقط بعد وقف النار، وقد تشكل لجنة على غرار لجنة فينوغراد بعد حرب تموز، و احتمال دخوله الى السجن مع رئيس الموساد بسبب الاخفاقات العسكرية في مواجهة حماس.

 

هذه التطورات تتقدم او تتراجع حسب الوقائع الميدانية على الارض في غزة، ولا شيء مضمون، وحماس ابلغت حليفها حزب الله في بيروت، انها جاهزة لمواجهة الفرق الاربعة الاسرائيلية التي تطوق غزة، والرد بالصواريخ على الاعتداءات هو الطريقة الوحيدة المتاحة حاليا، وابلغت ايضا، ان البنية العسكرية متماسكة، والخسائر في صفوف المقاتلين ليست كبيرة اذا ما قورنت بحجم عملية طوفان الاقصى، اما باقي الشهداء فهم من المدنيين والاطفال والنساء.

 

وفي المعلومات، ان “اسرائيل” قامت في الايام الماضية بعمليات “جس نبض” للقدرات القتالية لحماس، وتقدمت بالدبابات في عدة محاور في شمال غزة فتم الالتفاف عليها وتدمير عدد منها، ومهاجمة مواقع اسرائيلية في محاور الجنوب والوسط مما ادى الى وقف العملية الاسرائيلية، بعد ان ظهرت المقاومة على الخطوط الامامية في كامل جهوزيتها.

 

جبهة لبنان

 

اما على الجبهة اللبنانية، فان السؤال الذي يقلق عواصم العالم ولم يحصلوا على الجواب الشافي بعد، واستفسر عنه ماكرون باتصال مع ميقاتي: متى سيدخل حزب الله الحرب؟ هل الهجوم البري على غزة سيدفع الحزب الى الدخول في المواجهة الكبرى؟ هل لديكم معلومات عن اجواء الحزب؟ حتى السفارة الاميركية في بيروت سالت كل القيادات السياسية في ٨ و١٤ اذار عن معلوماتهم عن توجهات حزب الله المستقبلية ؟ وهذه الاستفسارات سالت عنها مصر وبريطانيا وقطر والسعودية ولم يحصلوا على ما يشفي غليلهم، لان الجواب الشافي عن هذا السؤال الكبير موجود عند سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فقط، ووحده يملك الجواب الشافي عن موعد “فقس الزر” من عدمه، عندما يطل على شاشات التلفزة، اما الان، فسماحته في قمة الهدوء، ويتعاطى مع ملف غزة باعلى درجات الحكمة، وعاد الى عقد الاجتماعات المتعلقة بكافة الملفات، ويتابعها جميعا . هذا الغموض البناء في سياسة الحزب يقلق العالم، وهو غير معني باعطاء اي جواب لاي جهة، وفي المعلومات، ان الحزب حصر الكلام في هذه المرحلة بنائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم وبرئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين بعد الكم من التاويلات المحلية والعالمية على مواقفه وتحديدا في ما يتعلق بتوقيت دخوله في الحرب، حتى النواب والمسؤولون في الحزب، فان كلماتهم محددة بنقاط معينة ومطلع عليها مسبقا.

 

اما بالنسبة الى جبهة الجنوب، فان ما يجري هو حرب حقيقية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي، تخطت حدود الاشغال، وامتدت على جبهة بطول ١٠٠ كلم واكثر من راس الناقورة حتى تلال شبعا وكفرشوبا، وقدم حزب الله ١٣ شهيدا حتى الان، واعطب ١٤ دبابة حتى نهار امس مع عمليات يومية نوعية، وسقط للعدو اكثر من ٥٠ اصابة بينهم ١٥ قتيلا، وهذه المعلومات مؤكدة ونقلتها الصحف الاسرائيلية، واستطاع حزب الله ان يشغل ٣ فرق من الجيش الاسرائيلي مع نصف الفيلق الشمالي المنتشر في الجولان اي ما يقارب نصف الجيش الاسرائيلي، بعد ان كان انتشاره مقتصرا على فرقة واحدة قبل طوفان الاقصى، فيما ينشر ” ٤ فرق في غزة”، كما اجبر ١٠٠ الف مستوطن على النزوح من ٢٨ مستعمرة بعمق ٧ كيلومترات وحولها الى مناطق عسكرية ونشر ٣٥٠ جنديا في كل مستوطنة وبين المنازل ،مع معدات عسكرية متطورة للتصدي لاي محاولات تسلل لحزب الله.

 

وحسب المعلومات، فان حزب الله عطل نصف التجهيزات الفنية والرادارات والاستعلام الاسرائيلية على طول الجبهة، وبات بعين واحدة، علما ان هذه الشبكات مرتبطة بالاجهزة الفنية الاسرائيلية الممتدة من سيناء الى الجولان ولبنان.

 

واللافت انه بعد زيارة بايدن، باتت كل الاجراءات العسكرية الاسرائيلية في جنوب لبنان دفاعية وليست هجومية، واقام الجيش الاسرائيلي خطين دفاعيين بعمق ٧ كيلومترات، ويتجنب عدم توسيع رقعة المعركة، فيما الميدان كشف عن الارباكات الكبيرة والتوترات بين قادة العدو وجنوده، وهذا ما ظهر في العملية الاخيرة على موقع رويسات العلم، حيث استخدم حزب الله صاروخا قديما، حجمه ضخم جدا، لكن ثمنه لا يصل الى الفي دولار، فقام الاسرائيلي بتحريك القبة الحديدية واطلاق عدة صواريخ بملايين الدولارات لتعطيله، كل ذلك يجري و فرقة الرضوان المكلفة اجتياح الجليل لم تدخل المعركة بكامل عدتها وعديدها بعد، والذين دخلوا حتى الان ليسوا من الفرق التي ستتولى الاجتياحات، ورغم ذلك حقق الحزب الانجازات وعالج بعض الثغرات في بعض المواقع، اما التطور الاكبر فتمثل في فتح جبهة الجنوب لكل التنظيمات الفلسطينية واللبنانية، ومن قصف كريات شمونة ونهاريا وصولا الى عمق ١٥ كيلومترا هم حماس والجهاد والجماعة الاسلامية.

 

اما بالنسبة لما تبثه وسائل الاعلام عن مقاتلين قدموا الى الجنوب من اليمن والعراق، فهذا الامر ليس له اي معنى وغير صحيح، وقد جاء مسؤولون من هذه الدول اطلعوا على الاوضاع وغادروا بعدها.

 

وحسب المعلومات المؤكدة وخلافا لكل ما يقال ويسرب، فان حزب الله لم يكن مطلعا على عملية طوفان الاقصى، ولم يكن لديه اية معلومات عن ساعة الصفر، وما نقلته جريدة ول ستريت جورنال بان السيد حسن نصرالله كان يعلم، ليس صحيحا مطلقا، وما قاله كان في سياق حديث عام امام رابطة المحللين الدوليين منذ شهرين واكثر، عن قوة محور المقاومة وامكانية تنفيذ هجمات ضد القوات الاسرائيلية، فاستغلته الصحيفة واستخدمته للقول بان حزب الله كان يعرف موعد العملية.

 

وفي المعلومات المؤكدة، ان الذين كانوا يملكون كل التفاصيل عن العملية هم القادة، يحي السنوار ومحمد الضيف وشخص ثالث.

 

ولذلك، فان ما يجري على ارض الجنوب هو حرب حقيقية كاملة لكن تحولها الى حرب شاملة تنتظر قرار سيد المقاومة، وفي المقابل، فان انتشار جيش الاحتلال دفاعي بالمطلق، والرسائل الدبلوماسية تؤكد قراره عدم التصعيد، وبالتالي لن يتبدل مسار التطورات العسكرية في الجنوب اذا بقيت الاوضاع في غزة على مسارها الحالي، رغم ان الحزب رد بتهديد اكبر على التهديدات الاميركية البريطانية بقصف مواقعه من حاملات الطائرات اذا دخل الحرب، ويبدو ان تهديدات الحزب فعلت فعلها وهي التي منعت انزلاق الامور الى مواجهات شاملة.