التصريح الذي أدلى به وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية تيلرسون من المكسيك والذي اتهم فيه «حزب الله» بأنه إرهابي وأنه يسهم مع الايرانيين بارتكاب المجازر في سوريا وأنّ هذا الوضع لن نقبل به… يأتي في سياق موقف لا تتفرّد به واشنطن، لأنه في المقابل طالب وزير خارجية فرنسا لودريان إيران و»حزب الله» الخروج من سوريا…
وازاء هذه المواقف الدولية فإننا نود أن نوجّه سؤالاً لـ»حزب الله»: إنّ ما يُقال ويتردد من انتقادات للحزب يتناول المهام التي ينفذها الحزب خارج لبنان، وهذا يرتب على لبنان واللبنانيين أضراراً كبرى فهل يقبل الحزب بتعريض لبنان الى المخاطر الكبيرة؟ علماً أنّ الأضرار كبيرة حتى الآن ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
في السياحة كان لبنان قبلة أنظار العرب عموماً والخليجيين خصوصاً، والسعوديين تحديداً، لكن منذ سنوات وبسبب «نشاط» حزب الله وتورّطه في الخارج، تبدّل الوضع جذرياً، وبارت المواسم السياحية وهذا ترك آثاراً سلبية جداً على الاقتصاد الوطني… ونحن نبحث بالسراج والفتيلة عن السائح، وبدلاً من السياح بتنا مقصداً للنازحين السوريين خصوصاً الذين أرهقوا الاقتصاد اللبناني كما تسبّبوا بتداعيات إجتماعية كذلك، ويكفي أن نشير الى الولادات السورية في لبنان التي فاقت الولادات اللبنانية بكثير… علماً أنّ النازحين يستهلكون المياه والتيار الكهربائي الخ…
ولندع السياح، العرب جانباً، فالأجانب يأتون إلينا بتحفظ وربما عند الضرورة القصوى وحسب.
ولا يمر شهر واحد من دون أن يصدر تحذير للرعايا الأميركيين أو الاوروبيين عموماً.
وعلى الصعيد العقاري… منذ أن توقف مجيء الخليجيين الى لبنان في السنوات الأخيرة حدث انهيار (وأشدد على كلمة انهيار) في السوق العقارية التي بلغ تراجعها 40٪ وبات الحال فيها أنّ العرض يغلب على الطلب… مع الملاحظة أنه ولأوّل مرة بات الخليجيون يعرضون عقاراتهم في لبنان للبيع.
ولا تفوتنا الإشارة الى تقلّص التحويلات المالية من بلدان الخليج الى لبنان… وهذا يزيد من الضائقة الاقتصادية التي يعانيها اللبنانيون.
ثم المصارف التي باتت في المنظار الاميركي والأوروبي، وأيضاً تحت الرقابة المشدّدة للهيئات الدولية والأممية ولبلدان عديدة، وكله بسبب «حزب الله» وما يتهمونه من تبييض أموال وتجارة مخدّرات على مستوى عالمي كبير.
فإلى أين سيمضي «حزب الله؟ وهل نحرر لبنان من إسرائيل لنقع تحت الوصاية الايرانية مثلاً؟
ألا يصح أن يكون لبنان للبنانيين وحدهم من دون أي شريك؟
عوني الكعكي