أكثر ما يثيرني اليوم هو المواطن العربي الفلسطيني الذي يعتبر من أكثر الشعوب العربية ثقافة، إذ ان نسبة الامية تكاد تكون صفراً.
أسأل نفسي: ألا يعرف المواطن الفلسطيني ماذا يجري في العالم العربي؟ ألا يعلم المواطن الفلسطيني والعربي عموماً أنّ سوريا مثلاً لم تعد سوريا كما كانت قبل الثورة الشعبية عام 2011 والتي أصبحت اليوم:
سوريا روسيا
سوريا أميركا
سوريا إيران
سوريا تركيا
سوريا «حزب الله»
سوريا الحرس الثوري
سوريا الميليشيات الشيعية
ولم يبقَ من سوريا إلاّ دمشق.
أما العراق فأصبح:
العراق الشيعي
العراق السني
العراق الكردي
العراق الاميركي
وماذا عن ليبيا؟
دولة طرابلس
دولة بنغازي
دولة سرت
دولة طبرق
دولة مصراتة
وتكفي نظرة مقارنة كيف كان العالم العربي قبل عام 2000 وكيف أصبح اليوم في العام 2019؟
الآن لم يبقَ من العالم العربي مكان مستقر أو آمن… حتى المملكة العربية السعودية تعاني بالدفاع عن نفسها وعن حدودها مع اليمن.
دول الخليج العربي تعيش حالاً من الخوف من التهديدات الايرانية المجنونة خصوصاً من حكم الملالي وصاحب مشروع فتنة تشييع أهل السُنّة.
اليوم، القدس، بشكل أو بآخر، لم تعد للعرب، وإسرائيل تتبع سياسة القضم في القدس، كل يوم شارع وكل يوم بيت، وكل يوم متجر، وكل يوم جامع، وكل يوم كنيسة(…)، اعتداءات يومية كي تصبح القدس خالية من أهلها الفلسطينيين… والأنكى من هذا كله، نقل السفارة الاميركية! بمعنى أدق ان نصل الى اعتراف دولي بأنّ القدس أصبحت يهودية!..
أمام هذه التطورات الخطرة والوقائع الاستثنائية بسلبياتها نرى الفلسطينيين منشغلين بالخلاف بين «فتح» و»حماس»!
يا جماعة الدين أريد أن أطرح سؤالاً بسيطاً: عندما تغير طائرات F-15 وF-16 وسواها من الطائرات الاسرائيلية وتلقي بقنابلها هل يكون كتب عليها هذه قذيفة مخصصة لـ»فتح» وهذه مخصصة لـ»حماس»؟
منذ توقيع اتفاق مكة في 2007/2/9 بين السلطة الفلسطينية و»حماس» بوجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة أيام المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز… هذا الاتفاق لم يتجاوز عمره لحظة توقيعه، فقد تنصّلت منه «حماس» التي عادت الى أحضان إيران التي تدفع أكثر… ومنذ ذلك اليوم والإنقسام الفلسطيني يظهر يومياً خلافات حادّة على كل شاردة وواردة، على الكبيرة والصغيرة… وكأنه لا يجمع بين الطرفين وحدة الدم، ووحدة مواجهة العدو المشترك، ووحدة مصير شعب شُرّد وأرض «تزم» كل يوم.
وآخر التجليات لهذا الخلاف الذي بلغ أحياناً كثيرة حدود إراقة الدماء بين الأخوة، هو انسحاب السلطة من معبر «رفح» وتسليمه الى «حماس» وما يترتب على ذلك من تداعيات لتجد مصر ذاتها أمام تدابير أمن وسلامة لا بدّ من اتخاذها حتى لو ارتفعت بعض الأبواق من داخل غزة.
تكراراً: متى يستفيق الشعب الفلسطيني من سباته ازاء ما يعانيه جراء خلافات يكاد أذاها يوازي أذى العدو الاسرائيلي.
عوني الكعكي