في بدايتها وطوال الأشهر الستة الأولى كانت التظاهرات السلمية في مواجهة الحديد والنار من الشعب الأعزل.
تحمّل الشعب المظلوم ستة أشهر لينتفض ويحمل السلاح دفاعاً عن النفس.
واتفق السفّاح المجنون بشار الأسد مع السفّاح نوري المالكي لأن يفرجا عن الاسلاميين المتطرفين الموجودين في سجون سوريا والعراق…
وكما ادّعت أميركا في العام 2003 أنّ هناك إرهاباً متمثلاً بـ»القاعدة» في العراق إضافة الى وجود أسلحة الدمار الشامل، وعدم وجود الديموقراطية… من أجل غزو العراق، فما كانت النتيجة؟
أولاً- لم يجد بوش أي أثر لأسلحة الدمار الشامل.
ثانياً- لم يكن هناك عنصر واحد إرهابي أو من «القاعدة» كما كان الرئيس الاميركي يدّعي.
ثالثاً- نشر الديموقراطية كما يفهمه بوش هو حل الجيش العراقي الذي كان يمسك بالأمن في العراق، ليفلت الشعب من دون أي سلطة ويتحوّل الى قبائل متقاتلة في ما بينها تحت عنوان الارهاب والفتنة المذهبية.
طبعاً أعطى هذا التصرّف الاميركي فرصة كبيرة للمشروع الفارسي بالتشيّع… فأصبح العراق بين ليلة وضحاها في دوامة حرب بدأت في 2003 ولا تزال دائرة حتى اليوم، بشعارات مختلفة ودول مختلفة… لدرجة أنّ مسؤولاً أميركياً كبيراً طالب بمحاكمة بوش بأنّ ما شهده العراق ما كان ليحصل لولا حل الجيش ولولا (أصلاً) الغزو الأميركي.
العالم كله كان ضد غزو العراق حتى أنّ صدّام كان مستعداً لتنفيذ أي من الشروط الاميركية… وذهب الى أبعد إذ عقد اتفاقاً بـ7 مليارات مع الروس لشراء الأسلحة…
ولم ترد أميركا على أحد ولم تقم أي اعتبار للأمم المتحدة أو الحلفاء أو… لأنّ الهدف كان تدمير العراق وتقسيمه.
ومن أسف أنّ واشنطن عملت كل ما يسيء الى العراق… وحتى الآن لا توجد دولة (جدّية) اسمها العراق، ولو ذهبنا أبعد لرأينا أنّ هذا كله ما كان ليحدث إلاّ لمصلحة مستفيد وحيد في العالم هو إسرائيل.
اليوم يعيد التاريخ ذاته… ويمكن أن نجد السيناريو ذاته… فلو رجعنا الى السنتين الثانية والثالثة من الحرب السورية يوم قرّر الرئيس المخصي باراك أوباما إرسال أساطيله الى المياه السورية حتى يحاسب النظام على استخدام السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري، وبدلاً من ذلك أهدى سوريا الى روسيا على طبق من ذهب… أو من دماء الشعب السوري، ومن مقدرات سوريا، ومن دورها ومكانتها التي كانت أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد.
جاء أوباما بالروسي الى سوريا وبلغ حضورهم 50 ألف ضابط وعسكري ومئات الطائرات بذريعة القضاء على الارهاب.
والأنكى أنّ روسيا بقيت (ولا تزال) تعارض أي قرار أممي يهدف الى وقف الحرب في سوريا.
وهكذا تستمر معاناة هذا الشعب الذي ذنبه أنه ابتلي بالجزار الذي يؤثر التمسّك بالكرسي على مصلحة سوريا والسوريين.
عوني الكعكي