IMLebanon

عندما تكون استقلالية القرار في جزين عنوان الانتخابات البلدية والفرعية

لن تنتظر مدينة جزين دعوة الهيئات الناخبة لكي تبدأ معركتها الانتخابية المزدوجة البلدية – النيابية، والماكينات الانتخابية التي كانت تعمل بهدوء رفعت وتيرة حركتها الى درجة تكاد تحجب هدير الشلال الشهير. والمعركة كما كتبنا سابقاً عن دائرة جزين، ليست سهلة، لكنها في المدينة مختلفة وذات نكهة لأن كعكة الانتخابات الاكبر هي بلدية جزين التي “يرتاح” فيها حزب “التيار الوطني الحر” على قاعدة ضمان تأييد نسبة لا بأس بها من الناخبين لتوجهاته في موازاة الاحزاب والشخصيات الاخرى، وفي مقدمها الحليف الجديد المتمثل في حزب “القوات اللبنانية” والذي كان على خط المواجهة مع “التيار” في دورة 2010 ويفكر في الحصول على حصة توازي حجم التحالف الجديد.

يقول مناصرو “التيار” انهم لم يخوضوا الانتخابات من خلال محازبين ملتزمين في الانتخابات السابقة، بل احترموا الخصوصيات العائلية وارادة ناخبي المدينة في الخروج من شرنقة التحالفات الضيقة التي كانت تطبق عليهم لسنين عدة الى افاق الحضور الكامل على مستوى القرار البلدي اولاً والسياسي ثانياً، وهذا ما تحقق برأي مناصري “التيار” من خلال مروحة من المنجزات “تبدأ بالتصدي لموجة بيع العقارات، الى الإنماء في مرافق عدة، مما اثمر اختراقات مهمة في التركيبة الانتخابية وإعادة رسم المشهد السياسي في جزين برمته لمصلحة مشروع استقلالية القرار المسيحي في المنطقة، وتالياً لا بد من حفظ الاكثرية في بلدية جزين تحديداً لمصلحة “التيار الوطني” في موازاة التفاهم مع المكونات الاخرى من “القوات” والكتائب وغيرهما وفقا لحجم كل منها وحصته في المجلس البلدي العتيد”.

في تحليل “التيار” انهم اقرب الى الكتائب في موضوع الكلام على استقلالية القرار المسيحي في جزين، مشددين على وعي اهمية عناصر المعركة المستمرة لتحرير الصوت الجزيني من الارتهان، “خصوصاً ان الاطراف المعارضة لاستقلالية القرار المسيحي لم تبادر الى تصحيح الوضع ومعالجة اسباب الشكوى المسيحية من الغبن، ورسم حدود مصلحة منطقة جزين وابنائها في مجالات عدة حيث لا تزال المنطقة الممتدة من شرق صيدا الى جزين عرضة للاستهداف وفي شكل مستمر لا يعرف حدوداً، بحيث لا يمر يوم تقريباً بدون مشكلات اعتراضية تبدأ من ملف شراء الاراضي والسيطرة عليها، الى الوظائف العامة التي يجري تناتشها من حصة المسيحيين التاريخية وصولاً الى توزيع خدمات الدولة والمال العام وحصة المناطق والبلدات المسيحية التي لا تكاد تذكر امام حصص “الآخرين”. ويضاف الى ذلك ملف سد بسري الذي لم يحسم ولم يُدرس جيداً في العمق وتقييم الاثر البيئي الذي يخلفه على المنطقة سواء سلباً ام ايجاباً.

يسري في جزين ان حزب “القوات” يضع عينه على مركز نائب رئيس بلدية جزين، لكن قادة “التيار الوطني الحر” لا يحسمون ويرون ان لا داعي للاستعجال ويقيسون الأمور بميزان الجوهرجي، خصوصاً في مجتمع يحسب لكل خطوة خطواته الف حساب ومعنى، والمهم اختيار اسماء لا تتسبب بتوتر ونفور لدى اهالي جزين. والمعادلة هي التالية: إمكانات التوافق مع النائب السابق سمير عازار في الانتخابات البلدية معدومة، ومع الكتائب و”القوات” لا مشكلة ما دامت العناوين واحدة، وينقل من يتابع الملف ان اللقاء الذي عقد بين رئيس الكتائب سامي الجميل والنائب زياد اسود في جزين كان ايجابياً وهادئاً وتخللته مقاربة انتخابية راقية لموضوع الانتخابات البلدية والفرعية في جزين ودائرتها، وضرورة احترام التوازنات في مجتمع مهدد في وجوده وحياته اليومية.