Site icon IMLebanon

كلما داويت جرحا سالت جراح

 

 

لم يمضِ الرئيس سعد الحريري «اليومين الإضافيين» في السعودية، ذلك أنّ الوقت الداهم بالنسبة الى تشكيل الحكومة لا يتحمل مزيداً من المهل. ولكن هل ستؤدي عودته الى بيروت (في الوقت الذي كان قد حدّده) الى تسريع التشكيل؟!

 

النيّة موجودة، أمّا العراقيل فليست من الصنف الذي يمكن تجاوزه في ساعات معدودة أو حتى في أيام محدودة، وهي التي مضى عليها خمسة أشهر ونيف، هذا قبل أن تُضاف إليها عقدة التمثيل السنّي من خارج تيار المستقبل.

 

واضح أنّ رئيس الحكومة مصمّم على رفض هذا المطلب بشدّة. وموقفه هذا ليس جديداً ولا هو مفاجىء. فقد سبق له أن أبلغ الجميع إنه لن يقبل أن «يتنازل» عن حصّة تيار المستقبل أكثر مما قال إنه فعل حتى الآن. وأن على مَن يدعم المطلب أن يحققه من «كيسه» وليس من كيس «المستقبل».

 

فما هي مدى جدية التزام الثنائي الشيعي بدعم تمثيل النواب السنّة الستة الذين إجتمعوا في تكتل جديد، وهم الذين تتعدد إنتماءاتهم؟!.

 

صحيح أنّ حزب اللّه كان سبّاقاً الى طرح الموضوع، وقد تحدّث عنه سماحة السيّد حسن نصراللّه علناً في إحدى إطلالاته المتلفزة التي تكرّرت في الآونة الأخيرة. إلاّ أنّ العنصر البارز تمثّل في تمسُك الرئيس نبيه بري بضرورة تمثيل هذا الفريق النيابي.

 

واللافت أن بعض هؤلاء النواب قال: «لن تشكل حكومة لا نكون ممثلين فيها» ومع أن هذه العبارة «لن تشكل حكومة ما لم نكن فيها» استعملها غير طرف من الأطراف التي تشكّل محوراً من محاور المفاوضات الحكومية الجارية. وكل من تلك الأطراف يستند الى عوامل بعضها معروف ومعلن وبعضها معروف وغير معلَن. والسؤال: على ماذا يستند النواب الستة في هذا القول؟ واستطراداً: هل يستندون الى التزام حاسم من حزب اللّه وحركة أمل؟!.

 

الجواب يتوقف على الموقف الذي سيتخده الثنائي الشيعي كلاً على حدة أو مجتمعاً. فهل سيبلغ الأمر بالسيد نصراللّه أن يعلن: لن نشارك في حكومة لا يشارك فيها النواب السنة من غير «المستقبل»؟ وهل يعلن الرئيس نبيه بري الموقف ذاته؟ علماً أن بين هؤلاء النواب من ينتمي الى الكتلة النيابية التي يرأسها رئيس مجلس النواب، ومن ينتمي إلى كتلة نواب حزب اللّه كذلك.

 

وفي حال لم يشارك الثنائي الشيعي في الحكومة، هل يمكن تشكيلها؟

 

ينصح سياسي عتيق هؤلاء النواب السنة الذين لا ينتمون الى كتلة «المستقبل» بأن يبقوا خارج التشكيلة وهذا أفضل لهم. فالمعارضة في هذه الأيام «ربّيحة» أكثر من الغرق في مطبّات الحكم. ويضيف: إذا كانوا يريدون فعلاً أن يعززوا وضعهم ويزيدوا من حجمهم في الإنتخابات اللاحقة بعد أربع سنوات فأمامهم المعارضة.

 

وقد يكون مفيداً الترقب بضعة أيام لمعرفة مدى تأثير هذه العقدة الجديدة على مسار التأليف!