الاجتماع الذي حصل في موسكو منذ يومين والذي ضمّ وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا وإيران لوضع نقاط التفاهمات الممكنة، لاحظوا «الممكنة»، والذي دفع أركان اللقاء الثلاثي الى الحديث عن المرحلة الجديدة للتسوية السورية.
ويبدو أنّ الخلاف التركي – الايراني تركز حول «حزب الله» ففي حين تعتبر تركيا أنّ «حزب الله» هو حزب إرهابي رفضت ايران ذلك وبقي هذا الموضوع خلافياً بينهما، ما دفع الى اجتماع ثانٍ لوزراء الدفاع في الدول الثلاث أي روسيا وزير الدفاع سيرغي شويفر والايراني حسين دهقان والتركي فكري ايشيف.
وصرّح بعده الروسي أنّ الإعلان صاغه خبراء من روسيا وأطلق عليه وثيقة «إعلان موسكو».
والسؤال الذي يطرح نفسه أنّ وضع الحرب الاهلية السورية يبحث في موسكو وليس في سوريا أو في الجامعة العربية أو في أي بلد عربي كما جرى في السابق في الحرب الاهلية اللبنانية يوم كانت تعقد اجتماعات في بلد عربي مثل المملكة العربية السعودية أو تونس أو تبحث في الجامعة العربية التي أنشئت خصيصاً من أجل بحث مشاكل الدول العربية.
مشكلة الحرب الاهلية السورية تبحث في موسكو، إذ أصبحت موسكو حريصة على الشعب السوري من خلال طائراتها التي تطلق الصواريخ والقنابل على رؤوس وأجساد أطفال ونساء وشيوخ الشعب السوري، نعم أصبحت المدافع والصواريخ وجميع أنواع الاسلحة الروسية حريصة على الشعب السوري.
والأنكى من ذلك وبكل وقاحة وبمشاركة الحرس الثوري الايراني الذي يحمل عنوان تشييع أهل السُنّة في العالم العربي هذا الفصيل المسلح الذي يحمل اسم «فيلق القدس» في الحرس الثوري الذي أنشىء في بداية الثورة الايرانية والذي هدفه من خلال التسمية أن يحرّر مدينة القدس من العدو الاسرائيلي، هذا الفيلق أصبحت مهمته مع فصائل الحشد الشعبي الشيعي العراقي، مع «حزب الله» الشيعي اللبناني، هؤلاء كلهم أصبحوا حرصاء على الشعب، كل الذين شاركوا ويشاركون في قتل الشعب في سوريا وتدمير الحجر والبشر في سوريا كلهم حرصاء على الشعب السوري، ما هذا الزمن الذي وصلنا إليه يوم يصبح القتلة والمجرمون والمتعصبون أو المتطرفون دينياً حرصاء على الشعب السوري؟ وها هو اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس قرب قلعة حلب يتفرّج على التدمير الذي ارتكبته قواته مع «حزب الله» وفصائل الميليشيات الشيعية العراقية المتطرفة.
أخيراً نقولها ولكن بحسرة: أين العرب، أين مصر، أين السعودية، أين جامعة الدول العربية، أين الزعماء العرب، أين عبدالناصر، أين الملك فيصل، أين صدّام حسين، أين الملك الحسن الثاني، أين حافظ الاسد؟
… وأيضاً، أين جامعة الدول العربية، وماذا تفعل أو فعلت؟
عوني الكعكي