IMLebanon

أين العرب من المشروع الاميركي – الايراني – الصهيوني؟ (3)

ذكرنا أنّ الغزو الاميركي للعراق في العام 2003 يطرح سؤالاً بدهياً: من الخاسر؟ ومن الرابح؟

القرار الاميركي الاول الذي اتخذته واشنطن بحل الجيش العراقي إثر اجتياحها العراق لا يزال يفضح النيات الاميركية بأنّ غزو العراق لم يكن من أجل الديموقراطية كما يدّعون، ولا من أجل أسلحة الدمار الشامل كما يزعمون، فلا سلاح دمار شاملاً، ولا من أجل «القاعدة» كما يزعمون، إذ لم تكن هناك من «قاعدة»… هذا الهدف هو تدمير العراق.

أميركا التي يسمّيها الإيرانيون الشيطان الأكبر وهي تزعم أنّ علاقتها سيّئة بهم، هي كانت المستفيد الوحيد من تدمير العراق. في المقابل، خسارة للشعب العراقي والدولة العراقية والعرب والإسلام.

لسنا نقدر أن نتفهّم كيف أنّ أميركا تجهل أنّ إضعاف العراق يصب تلقائياً في مصلحة إيران وكانت بغداد أقامت توازن رعب في مقابلها؟!. نشك في أنّ واشنطن لم تكن تعرف هذه الحقيقة.

نعود الى موضوع «داعش»، كما ذكرنا في عدد يوم السبت الماضي أنّ سوريا بقيت 6 أشهر تحت تظاهرات المعارضة السلمية قبل أن تتحوّل الى مسلحة دخل عليها ما هبّ ودب من إسلاميين وتكفيريين كـ»النصرة» و»داعش» وسواهما.

 

كيف نشأت «داعش»!

أولاً، كما ذكرنا أنّ أبو مصعب الزرقاوي جاء به صدّام ليهدّد الأميركي به، واستثمره النظام السوري ليوجهه ضد الوجود الأميركي في العراق.

بعد سقوط صدّام انتقل الزرقاوي الى سوريا، وصار يقوم بتنقلات مكوكية بين البلدين.

في السنة الأولى بعد فشل بشار في أن يقمع الثورة السورية بالوسائل المتاحة كلها أطلق من سجونه الإسلاميين المتطرفين الذين عرفوا لاحقاً بـ»النصرة وداعش».

ولاقاه نوري المالكي الذي نصّبته طهران بالاتفاق مع واشنطن رئيساً للوزراء في العراق على الرغم من فشله في تأمين كتلة نيابية توصله الى هذا الموقع، لأنّ الكتلة الراجحة كانت الى جانب أياد علاوي… وهذا دليل على زيف الادعاء بالديموقراطية التي رفعتها أميركا شعاراً لحملتها في غزو العراق.

يضاف الى ذلك، قول هيلاري كلينتون بأنّ عدم تسليح المعارضة السورية ودعمها جدياً في بداية الأمر هو الذي أسهم في تطوّر «داعش».

أسئلة عدة تطرح ذاتها:

1- «داعش» في الحسكة ودير الزور، فلماذا لم يقضِ النظام على هذه المنطقة النفطية وهي سهلة وشبه ساقطة عسكرياً وليس فيها كثافة سكانية؟

2- المنطقة كما قلنا نفطية… ما مكن «داعش» من تكوين ثروة جراء بيع النفط، فكيف سمح لهم بذلك؟

3- «حزب الله» الذي يقول إنّه منخرط في الحرب السورية لمحاربة الارهاب والتكفيريين، وذهب الى حمص والقُصير، فلماذا لم يتوجه الى مناطق وجود «داعش» المعروفة جيداً؟

 

«داعش» والموصل

الفضيحة الكبرى التي ترتسم حولها علامة استفهام كبيرة جداً: كيف استطاعت «داعش» احتلال الموصل بسرعة قياسية؟ وقد كان في مصارف الموصل 500 مليون دولار، ويُقال إنّ السلاح الذي وضعت «داعش» يدها عليه ثمنه بالمليارات ويكفي «داعش» لثلاث سنوات… ومن هناك أعلنت «دولة الخلافة الاسلامية» دولتها بمساحة توازي نصف مساحة سوريا والعراق مجتمعين!

 

أميركا ومفاوضات النووي مع إيران

عندما نرى صورة لاريجاني وزير الخارجية الايراني في بدء المفاوضات ولاحقاً ظريف وفي وجهه وزراء خارجية أميركا وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان… أمام هذا المشهد نسأل: من يصدّق أنّ إيران في مواجهة هذه القوى العظمى وهو يردّد: أقبل أو لا أقبل – يصير أو لا يصير…

هذا فيلم هندي يهزأ الاميركي به من العرب.

ثم السلاح النووي الإيراني يكون قد قضى على الدول العربية بخليجها ومشرقها قبل أن يصل الى إسرائيل.

وأمام المشروع الأميركي – الايراني – الصهيوني نسأل: أين المشروع العربي؟

عوني الكعكي