Site icon IMLebanon

أين التزامات اللبنانيين مقابل الدعم الدولي؟

 

فرنسا تكمل في نيويورك الشوط الذي بدأته في الرياض وتابعته في باريس وصولا الى بيروت: بيان في مجلس الأمن يكرّس ما جاء في البيان الذي صدر عن اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان بمبادرة من الرئيس ايمانويل ماكرون. مجرد صدور البيانين، قبل القراءة في المحتوى، يعني أن هموم لبنان حاضرة في اهتمامات المجتمع الدولي. وأبسط ما علينا القيام به لكي نستحق هذا الاهتمام ونجعله فعّالا هو ألاّ تبقى اهتماماتنا محكومة بهموم الزعامات والطوائف والمذاهب والحسابات الاقليمية، بدل هموم الناس.

 

ذلك ان مجلس الأمن يشدّد على الحاجة الى حماية لبنان من الأزمات التي تزعزع الشرق الأوسط، ويدعو الدول والمنظمات الاقليمية الى العمل على تأمين استقرار لبنان وأمنه على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمالية. وهو يطالب الأحزاب اللبنانية ب سياسة ملموسة لتطبيق النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية، أي لا سياسة كلامية، ويعيد تذكيرها بما نسيه أو تنصّل منه بعضها وهو اعلان بعبدا.

لكن مجلس الأمن لن يشمّر عن زنوده بالنيابة عنّا. ولن ينجح في مساعدتنا ان لم نساعد أنفسنا. فالمعادلة واضحة في البيان. والوجه الآخر للدعم الدولي لنا هو الالتزامات المترتبة علينا والتي هي مصلحة وطنية عليا. والملحّ من الالتزامات التي يتحدث عنها معظم التركيبة السياسية ويكرّر المجتمع الدولي المطالبة بها هو الاسراع في برنامج الاصلاحات. لماذا؟ لضمان الاستقرار الاقتصادي والسياسي وبناء دولة ديمقراطية شفّافة تؤمّن المساواة في المشاركة بين الرجال والنساء. والمطلوب بالطبع أبعد: تحقيق المواطنة التي لا وطن ولا وطنية من دونها، وضمان المشاركة المتساوية بين مواطنين محررين من تراتبية المذاهب وسطوة أمراء الطوائف.

والسؤال ليس ان كنّا في هذه الحال بل ان كنّا على الطريق اليها. فمن يحمينا من الأزمات التي تصنعها القوى المحلية، حتى خلال مساعدة المجتمع الدولي لنا في حماية لبنان من الأزمات التي تزعزع الشرق الأوسط؟ أليس بين الأطراف في لبنان من يلعب دورا الى جانب قوى اقليمية تزعزع استقرار المنطقة؟ ألسنا أسرى صراعات وخلافات محكومة برؤى ضيّقة ومصالح فئوية وحتى شخصية بعيدا من الرؤية الوطنية الواسعة؟ ماذا عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والمنعكسة حتى على أجواء عيد الميلاد؟ وهل ما نحن فيه داخل السلطة وخارجها أكثر من تساكن ضمن تسوية نفاخر بها ونحتفل ويحتفل معنا المجتمع الدولي بتجديدها؟

لسنا فاقدي الرجاء والأمل، مع معرفتنا بالمثل القائل: الأمل فطور جيّد لكنه عشاء فقير.