Site icon IMLebanon

أين الزعماء المسيحيون؟

كثر الحديث عند أحد الزعماء المسيحيين بأنّه لماذا لا يسمح للمسيحيين أن يختاروا رئيساً للجمهورية يجمع عليه المسيحيون خصوصاً أنّ الشيعة يختارون من يريدون لرئاسة مجلس النواب اللبناني، وهنا صحيح، وأهل السُنّة يختارون الزعيم الذي يريدون رئيساً للحكومة… وهنا فليسمح لنا الزعيم صاحب هذا الكلام بالقول إن كلامه غير دقيق… وكما نعلم فإنه خلال إحدى عشرة سنة، أي من  2005 الى يومنا هذا لم يستطع أكبر زعيم سنّي في لبنان، الذي يملك وحده أكثر من 85٪ من أصوات أهل السُنّة، لم يستطع أن يكون رئيساً للحكومة إلاّ مرة واحدة ولسنة واحدة وكان هذا الزعيم يضحّي كل مرة من أجل أن لا يكون هناك فراغ في موقع رئاسة الحكومة، فجاء الخائن مرتين، وجاء السنيورة، والآن الرئيس تمام سلام الذي لا يملك كتلة نيابية ولكنه جاء كرئيس محايد أي كرئيس تسوية.

من هنا لو كان الوضع فعلاً كما يدّعي الزعيم المسيحي من يمثل أكثرية مسيحية فعليه أن يضحّي ويجيء برئيس تسوية، وهناك الكثير الكثير من أهل العلم والمعرفة وعند أهلنا المسيحيين أيضاً هناك الكثير من الأشخاص المؤهلين لأن يكونوا من أفضل الرؤساء، وفي الوقت ذاته يتميزون بالعقل والحكمة والتوازن… ولكن المشكلة أنّ أحد الزعماء لا يتقبّل أن يكون أحد سواه على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا… تحت عنوان أنا أو لا أحد.

نقطة ثانية، يدّعي الجنرال ميشال عون أنّه مع رئيس «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع يمثلان 86٪ من المسيحيين.

وأظن أنّ هذا الكلام غير دقيق لسبب بسيط: أين الإحصاءات الرسمية؟ كذلك: هل هناك انتخابات أُجريت بعد الاتفاق الثنائي لنرى ما هي النتيجة! طبعاً وعلى أي قانون هذا إذا اتفقوا، من ناحية ثانية… لو أجرينا عملية حسابية بسيطة لرأينا أنّ هناك كثيراً من الزعماء الذين فازوا في الانتخابات الأخيرة وهم مستقلون وبنظرة سريعة نستعرض بعض الأسماء أمثال:

1- الرئيس أمين الجميّل وحزبه ونجله، ونجل شقيقه.

2- الوزير سليمان فرنجية وكتلته.

3- الوزيرة نايلة معوّض ونجلها المحامي ميشال معوّض.

4- الرئيس ميشال المر.

5- الوزير بطرس حرب.

6- الوزير ميشال فرعون.

7- النائب بيار حلو.

8- الرئيس فريد مكاري.

9- روبير موريس فاضل.

10- ميشال موسى.

11- السيدة مريام الياس سكاف.

12- الاحزاب الأرمنية.

13- القيادات الزحلية (آل ابو خاطر وآل معلوف وآل فتوش…).

14- آل طوق وجعجع ورحمة في بشري.

15- آل كرم والدويهي وبولس في زغرتا.

16- نقولا غصن.

17- فريد الخازن.

18- فارس سعيد.

19- القيادات الارمنية العديدة.

20- دوري شمعون (…)

21- آل جرمانوس وآل حواط وسواهم في بلاد جبيل، وآل يونس في البترون… ولو شئنا أن نمضي في التعداد لضاقت الصفحات، منا لا يفوتنا أن نذكر الرئيس ميشال سليمان وحيثيته الوطنية.

في أي حال، ومن باب التذكير بالحقائق، ننظر الى الزعماء الحقيقيين وكيف كانوا يتصرفون.

في العام 1970 اتفق الرئيس كميل شمعون والزعيم بيار الجميّل الجد والزعيم ريمون إده في ما بينهم وألغوا الحلف الثلاثي وخاضوا الانتخابات النيابية سوياً واستطاعوا الحصول على أكثرية النواب المسيحيين وأسقطوا المكتب الثاني أو الشهابيين ثم رشحوا الرئيس سليمان فرنجية بالرغم من أنه لم يكن حليفاً لهم، بل لم يكن بينه وبين أي من الأقطاب الثلاثة أي مودّة ولا حتى كيمياء… ولقد أسقطوا المرشح الشهابي المنافس الرئيس الياس سركيس بأكثرية الصوت الواحد، تأكيداً على أنّ تلك المواجهة الديموقراطية كانت صعبة جداً، وتجدر الإشارة الى أنّ فريق النهج الشهابي كان يضم شخصيات بارزة جداً معظمها من ذوي الإعتدال، ونظافة الكف (الرئيس شهاب نفسه، والرئيس رشيد كرامي، والرئيس الياس سركيس، والوزير فؤاد بطرس… وسواهم كُثر) إلاّ أنّ التغيير الذي يحبه اللبنانيون هو من أبرز سمات الديموقراطية.

فهل يفعلها الزعماء المسيحيون مجدداً، وبالذات الجنرال والحكيم، فيكررون ما فعلوه في رئاسيات 1970؟!.