الإسلام دين ودنيا. المسيحية دين في دنيا. هذا الفرق أساسي بحيث ان المسيحي يمكن ان يعيش في ظل أي نظام ويبقى هو هو كأنه غير خاضع أو غير متصل في داخل نفسه بأي نظام حتى انه يقبل باطنياً وليس فقط ظاهرياً بأن يخضع لأي نظام لأنه حر من أنظمة هذا العالم.
النظام الطائفي لا يزعجه إلا بفلسفته من حيث يبدو انه يجعل الله أو شؤون الله من هذا العالم. المؤمن الكبير في المسيحية مع انه يكره النظام الطائفي في السياسة يقبله في التعامل وهو حر منه في داخل نفسه. العلمانية تحرر نفسه ووجوده الاجتماعي من الدمج بين الدين والدنيا وإذا جمع بينهما الإسلام الا انه لا يدمجهما. الإسلام إذا قرأناه جيداً أي في روحانيته الأصيلة. الآخرة في الإسلام لا تعني الأخيرة أو الثانوية. تعني النهائية أو المطلقة. لك أنت في نظام مدني ان تلغي الطائفية لأنك تبنيت الفكرة الأوروبية ان المجتمع لا ينعت بانتمائه الديني لكون الدين عندهم امتيازاً شخصياً. هذا فرضته العلمنة الغربية وفرضت ثقافة ولكن روحيا هذا لا يعني لك شيئاً. أنت تبقى في مجتمع منظم علمانياً مؤمناً ان شئت وهذا عندك الأهم. ويمكن ان يكون المجتمع مؤمناً كثيراً ولو ألغيت فيه الطائفية.
المؤمنون الكبار لا يهمهم انتظام ديانتهم في التركيبة الاجتماعية. همهم ان يكون الله حياة المجتمع. هذا في الأقل موقف المسيحية التي ليس عندها تشريع والفاهمون فيها يعرفون ان فصل الدين عن الدولة يحررهم من عبوديتهم للدولة.
ليست الطائفية من الإنسان. الله في الإنسان.
أيا كان النظام في علاقة المؤسسة الدينية من الدولة المهم ان تعتقد أنت المؤمن انك من الله ولست من الدولة. سهل على المسيحي ان يحس بكيانه الإيماني بالاستقلال عن أي دولة. المسيحيون العرب الفاهمون يعرفون ان الدولة خارجة عن كيانهم الروحي وانهم فيها بسبب من ظرفهم التاريخي. لبعض المسيحيين في لبنان أن يؤمنوا بأن المسيحية دولة. هذا خطأ. هي تعيش في أي دولة. تحيا بربها وليس بالدولة. المسيحية هي التي في قلبك. هي عند المسيحيين بإيمانهم والمحبة.