IMLebanon

أين العقيد ماهر الاسد؟

منذ ثلاثة أيام انتشر خبر إعفاء العقيد ماهر الاسد نجل الرئيس الراحل حافظ الاسد الثالث بعد باسل وبشار، وهناك الاخ الأصغر مجد وطبعاً بشرى الابنة الوحيدة للرئيس حافظ الاسد من زوجته المرحومة أنيسة مخلوف من مهامه في الفرقة الرابعة.

هذا الخبر لم تؤكده أو تنفه أي وسيلة إعلامية رسمية أو غير رسمية سورية باستثناء مصدر في اللاذقية ضمن «شبكة أخبار اللاذقية» الموالية للنظام على موقع «الفيسبوك» بالصيغة الآتية: «مهم جداً نقل العميد ماهر الأسد من قيادة اللواء 42 في الفرقة الرابعة الى الأركان العامة في الجيش».

حول صحة هذه المعلومة أو عدم صحتها ما هي الحقيقة؟ هذا السؤال يحيّر الناس خصوصاً أنّ الذين يعرفون تركيبة النظام يعرفون أن ما ورد في «شبكة أخبار اللاذقية» يعتبر انقلاباً وليس ترفيعاً كما يقولون، ذلك أنّ القاعدة المتبعة في نظام حديدي متصلّب مقفل مثل النظام السوري، فالترفيع يعني ذهاباً الى البيت بأسلوب حضاري.

ولكن بالنسبة للعقيد ماهر لا يمكن أن ننظر للموضوع بهذا الشكل لأنّ العلاقة بين الاخوين لم تكن يوماً على سوية ولكن الام السيدة أنيسة كانت تحل المشاكل بين الاخوين كما قال لي العقيد ماهر الأسد بنفسه، وهنا أعترف أنني وثلاث شخصيات لبنانية من القيادات كانوا يترددون على مكتبه في جبل المزة وأتمنّع عن أن أذكر أسماءهم.

على كل حال، العقيد ماهر يختلف اختلافاً كلياً عن شقيقه الرئيس بشار الأسد وكما ذكرت الوالدة كانت هي «حلالة المشاكل» وهنا لا بد من القول إنّ كل خلاف ينشأ بين الأخوة كانت الام تقول لا أريد أن تكرروا ما حدث من تصرفات عمكم رفعت مع والدكم.

نقطة مهمة جداً علينا أن نتوقف عندها وهي أنّ الرئيس بشار الأسد كان يستغل ابتعاد شقيقه العقيد ماهر الذي كان لا يهتم بأي عمل سياسي أو تجاري بل كان مركّزاً على عمله في «الفرقة الرابعة» التي هي في الحقيقة الحرس الجمهوري والذي انبعث بداية من فرقة «سرايا الدفاع» الذي كلف الرئيس المرحوم حافظ الأسد شقيقه العقيد رفعت الأسد بإدارتها.

والجدير ذكره أنّ العقيد ماهر الأسد كان يداوم في مركز «الفرقة الرابعة» في جبل المزة ولم يكن يغادره.

بالمناسبة موقع العقيد ماهر كان قريباً من «قصر الشعب الجديد» في جبل المزة الذي بناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبنى معه أيضاً فندق «قصر المؤتمرات» القريب من مطار دمشق الدولي تقدمة من المملكة العربية السعودية ومنه.

الجدير ذكره أنّ سمعة العقيد رفعت الاسد كانت سيّئة جداً على صعيد الفساد وقصته مع الفساد معروفة، وهنا حاول الرئيس بشار الأسد أن يدّعي أنّ كل شيء فاسد ومسيء ويتجاوز القانون كان من أفعال شقيقه العقيد ماهر وهذا الدور لعبه لكي يقول للناس إنّ الرئيس بشار ملاك وأنّ شقيقه العقيد ماهر هو الشيطان.

وهكذا حرص العقيد ماهر على الإلتزام بكل قرارات شقيقه حرصاً منه على العائلة.

وقال لي في حديث خاص بيننا إنّه لا يوافق على تصرفات الرئيس بشار وكان ذلك عام 2004 قبل التمديد للرئيس اميل لحود حيث كان رأي العقيد ماهر مختلفاً إختلافاً كلياً عن رأي بشار.

هذه لم تكن المرّة الأولى التي شعرت فيها أنّ هناك تبايناً بين العقيد ماهر والرئيس بشار، وهنا أكشف سراً فأقول إنّ العقيد ماهر كان يرغب بفتح علاقة مع الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري ولكن كما كان يقول لي دائماً «طوّل بالك» لأني لا أريد أن يزعل الرئيس (بشار)، وأتذكر أيضاً أنه قبل استشهاد الرئيس الحريري كان على اتفاق معي بتحضير لقاء بينه وبين الرئيس الحريري ولكن ذلك تأجل مرات عديدة.

أخيراً عندما قرأت هذا الخبر لم أستغربه بل كنت أتوقعه منذ زمن طويل لأنّ مَن يعرف العقيد ماهر يدرك كم هو رجل عاقل منفتح قابل للحوار وفيّ ذو صفات مهمة جداً، عكس شقيقه الرئيس بشار الذي يعتبر نفسه الوحيد في العالم الذي يفهم والوحيد الذكي والوحيد الذي يعرف الحقيقة (…) وطبعاً غلطة عمره كانت التمديد للرئيس اميل لحود الذي كلف سوريا القرار 1559 الذي بسببه انسحبت القوات السورية من لبنان بعد 30 سنة، وللتذكير فإنّ طوال عهد الرئيس حافظ الأسد لم يصدر قرار واحد ضد سوريا عن مجلس الأمن الدولي.

والحادثة الثانية التي علينا أن نتذكرها هي خطاب بشار الأسد في القمة العربية في مصر أيام حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس معمّر القذافي فوقف يخطب في الجلسة وكأنه استاذ يعطي دروساً لتلاميذه…

أما الطامة الكبرى فيوم تحدث عن أنصاف الرجال في إشارة (غبيّة) الى الملك عبدالله بن عبدالعزيز.