IMLebanon

أين نجح العهد؟  

 

يحكى الكثير عن قانون الانتخابات النيابية في لبنان على أنّه أهم إنجاز لعهد الرئيس الجنرال ميشال عون… لا شك في أنّ هذا الإنجاز هو مهم جداً من حيث المبدأ بخاصة أنه جرت محاولات عدة للاتفاق على قانون جديد لم تنجح…

 

أمّا وقد حصل الاتفاق على القانون الجديد فهل فعلاً هذا القانون جاء كما يتمنّى ويرغب فيه اللبنانيون؟ طبعاً لا، لماذا؟ بكل بساطة للأسباب الآتية:

أولاً- لم يصوّت اللبنانيون في الانتخابات الأخيرة بنسبة مقبولة، فأقصى الأرقام لم تصل لأكثر من 45% من الأصوات، وهذا يعني أنّ الأغلبية من الشعب اللبناني فعلياً وديموقراطياً ضد هذا القانون… وبعبارة أدق وأوضح 55% و65% و70% من اللبنانيين ضد هذا القانون.

ثانياً- عندما تكون النسب اعلاه ضد القانون فأنّ الذين نجحوا ساقطون بفعل الأرقام.

ثالثاً- إذا كان هذا القانون قد استطاع أن يحقق للوزير الصهر المعجزة جبران باسيل النجاح بعد رسوبه مرتين متتاليتين في الانتخابات فلا بد أن يكون هذا القانون إنجازاً… يعني الإنجاز الوحيد هو نجاح جبران.

رابعاً- صحيح أنّ جبران ومعه رئيس الجمهورية واللبنانيون يعلمون أنّ الذي يريد أن يحصل على كرسي في المجلس النيابي أو في الحكومة أو في مركز مهم في الدولة اللبنانية أو في القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي أو أمن عام عليه أن يكون منتمياً الى «حزب الله» إذا كان شيعياً، وإلى وليد جنبلاط إذا كان درزياً، أو الى «تيار المردة» إذا كان زغرتاوياً أو الى أي زعيم من سائر زعماء الطوائف ولكن… الذي كسر قسماً من هذه القاعدة هو الوزير جبران باسيل الذي يوزّر من يشاء ويأخذ على لائحته الانتخابية من يشاء ومن يملك المال لتلبية حاجة «التيار الوطني الحر» وغيره من الوظائف.

خامساً- لماذا يخافون من سمير جعجع؟ وماذا فعل سمير جعجع لهم؟ هل لأنه قدّم رئاسة الجمهورية على طبق من فضة للرئيس ميشال عون؟ هذا أولاً… أما ثانياً، فقد اضطر «حزب القوات اللبنانية» لأن يكشف بنود «اتفاق معراب» الذي ينص على أنّ المقاعد النيابية هي مناصفة بين حزب القوّات والتيار الوطني الحر، ولكن الأخير ينكر ويتنكّر لذلك.

سادساً- «حزب القوات» الذي كانت كتلته من 7 نواب أعطي 3 وزراء ونصف الوزير ميشال فرعون ونائب رئيس الحكومة، اليوم لا يريدون أن يعطوه نائب رئيس الحكومة ويريدون أن يعطوه فقط 3 وزراء بالرغم من أن كتلة «القوات» النيابية اليوم هي 15 نائباً في مجلس النواب الجديد الهجين كما يسمّيه البعض.

سابعاً- الوزير جبران كان يريد أن يغيّر الوزراء الارثوذكس لأنهم ليسوا ناجحين… وهنا نسأل الوزير جبران: أي وزارة تولّى حقيبتها ونجح فيها؟ في الاتصالت؟ أو في الطاقة؟ أو في الخارجية؟ وهل يظن لانه يستطيع أن يمارس ساعة جري رياضية ويحب السفر وطبعاً عمره وعقله يساعدانه على كثرة الحركة… إنّ ذلك يوفر له النجاح في الوزارة؟ أين النجاح في وزارة الخارجية؟

نعود الى التغيير الحكومي الذي لم يستطع أن يحصل عليه لأنّ الوزير يعقوب الصرّاف غير قابل للتغيير أو للكسر.

أخيراً، يشكو الرئيس من أنّ هناك مشاكل كثيرة ورثناها منها الدين منذ 28 سنة… هذا كلام صحيح ولكن أليْس المسؤول عنه الجميع أي أنّ تداول السلطة يعتبر جزءًا من القبول بالشروط والأوضاع القائمة.

أين الحل لمشكلة الكهرباء، وباسيل تسلم هذا الملف منذ 9 سنوات؟

أين حل مشكلة المياه؟

أين حل مشاكل إنتاج النفط؟

أين وصل الوضع الاقتصادي في البلد؟

وماذا ننتظر لنستفيد من مؤتمر «سيدر 1» الذي سيوفّر للبنانيين 90 ألف فرصة عمل و12 مليار دولار تنتظر والرئيس يريد تشكيل حكومة تأتي تلبية لنتائج الانتخابات؟!.

فما هو الأهم: زيادة وزير أو اثنين أو ناقص وزير أو وزيرين أو وزارة للحزب الفلاني زائدة أو وزارة للحزب الآخر ناقصة هو المهم؟

المهم يا فخامة الرئيس لكي ينجح العهد ألاّ تكون طرفاً مع هذا أو ذاك لأنك أنت اليوم أب للجميع.

المهم تأليف الحكومة وبأسرع وقت إنقاذاً لعهدك وإنقاذاً للشعب اللبناني الذي وصل الى خطوط الفقر كما لم يصلها سابقاً في أي عهد من العهود.

عوني الكعكي