منذ بداية الثورة الايرانية عام 1979 التي قام بها نظام ولاية الفقيه آية الله الخميني وهذا النظام يقول إنّه سوف يحرّر القدس من الصهاينة، ولهذا أقفل السفارة الاسرائيلية في طهران وفتح سفارة فلسطين… وهذا أفرح جميع المسلمين في العالم الذين استبشروا خيراً بهذا النظام الجديد الذي يريد أن يقف الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم المغتصبة أراضيه وبيوته وأعراضه، والمطرود من منازله…
ولم يكتفِ نظام ولاية الفقيه بهذا بل أنشأ فرقة خاصة في الحرس الثوري أطلق عليها اسم «فيلق القدس»، ومنذ عام 1979 ونحن نسمع أنّ العنوان الرئيسي لنظام ولاية الفقيه هو تحرير القدس.
والسؤال اليوم بعد مرور 36 عاماً على قيام نظام ولاية الفقيه: ماذا فعل من أجل التحرير؟!. طبعاً لا شيء.
الأنكى من ذلك كله أنّ «فيلق القدس» قد ضلّ طريق القدس فذهب الى دمشق وإلى السيدة زينب وإلى حمص وإلى حماة وإلى حلب وإلى اللاذقية وإلى درعا(…) يبحث عن القدس ربما يجده في مدينة من تلك المدن… ولكنه، ولغاية اليوم، لم يجده.
والأنكى أيضاً أنّ رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي جاء الى سوريا لدعم نظام الاسد الذي ما زال منذ أربع سنوات ونصف يقتل الشعب السوري حيث أصبح عدد القتلى لغاية اليوم أكثر من 300 ألف مواطن سوري تحت شعار محاربة التطرف والمؤامرة الدولية والكونية على نظام الممانعة والمقاومة… ثم جاء بروجردي الى بيروت حيث اجتمع مع مختلف الفصائل الفلسطينية من أجل محاربة إسرائيل! شيء جميل، ولكن أود أن أسأل المسؤول الايراني: وماذا عن مخيم اليرموك الذي كان يقيم فيه 200 ألف نازح فلسطيني؟ واليوم، وبسبب الإعتداء من نظام الاسد الحليف للنظام الايراني، لم يبقَ فيه إلاّ سبعة آلاف فلسطيني معظمهم من كبار السن الذين لا يستطيعون الخروج ويعانون من الجوع وقلة الادوية ويعيشون في الحد الأدنى من مقومات الحياة.
إنّ من يريد أن يحرّر القدس لا يذهب الى حمص أو حماة ليقتل الشعب السوري المظلوم من قيادة حزب البعث ونظام الاستبداد نظام بشار الاسد!.. لماذا يقتل بشار شعبه؟ لأنّ الشعب يطالب بالحرية والديموقراطية والانتخابات النيابية النزيهة.
نظام ولاية الفقيه لا يريد تحرير فلسطين بل يريد أن يحتل العالم العربي حيث أعلن آية الله خامنئي أنّ إيران تملك القرار في أربع عواصم عربية مشيراً الى عواصم كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان، حيث أصبح لها منفذ على البحر المتوسط من خلال لبنان ومن خلال «حزب الله» الذي بعد تحرير الجنوب لم يعد حزباً لبنانياً بل أصبح ميليشيا شيعية ملتزمة قرار ولاية الفقيه… وكان السيّد حسن نصرالله أمين عام «حزب الله» قد أعلن سابقاً أنه جندي، نعم جندي، في ولاية الفقيه.
انكشف الدور الايراني في المنطقة وأصبح واضحاً أنّ الهدف من هذه الثورة ليس تحرير فلسطين ولا القدس كما يدّعون بل من أجل فتنة سنية – شيعية لتخريب العالم العربي وكل ذلك لمصلحة أميركا وإسرائيل وبالاتفاق والتنسيق معهما كما يحصل اليوم بين الروس وإسرائيل من جهة بحجة ضرب الارهاب، أي «داعش»، وبين الحلفاء وإسرائيل من أجل ضرب «داعش»! سبحان الله كيف التقوا.