IMLebanon

أين الميثاقيّة وهواجس المسيحيين؟!

بخلاف اسطوانة تبرير موقفه من الاتصال بالنائب سليمان فرنجيه، وفتح باب الحوار معه لترشيحه الى منصب رئاسة الجمهورية التي يلتزم بها المقربون منه، والمستشارون العاملون بجد على فك ارتباط تيار المستقبل بتبني ترشيح سمير جعجع للمنصب الرئاسي، لم يصدر حتى الان عن سعد الحريري او عن جوقة المؤيدين والمباركين، ما يمكن ان يكشف عن الاسباب الحقيقية التي دفعت الحريري الى اخذ هذه الخطوة الانقلابية، غير ما جاء في اسطوانة «المصلحة العامة» وام الصبي، ومنع الانهيار، وانقاذ البلد من الفتنة، وتلقف الفرصة السانحة، على اعتبار ان هذه الاسباب الهامة جدا والحقيقية جدا، كانت تستدعي دعوة قيادات 14 آذار الى اجتماع عاجل تتم المناقشة فيه بهدوء وعقل بارد ورصانة، ووضع جميع المعطيات على بساط احمدي، تخرج بعدها قوى 14 آذار بموقف موحد رفضاً او قبولا، خصوصا ان هذا الاستحقاق حتى ولو كان وطنيا بامتياز الا انه له خصوصية مسيحية مارونية، يجب مراعاتها والتوقف عندها، اضافة الى خصوصية ان قوى 14 آذار وتيار المستقبل في المقدمة رشحوا رئيس حزب القوات اللبنانية الى هذا المنصب، ولم يسحبوا هذا الترشيح حتى الان، وكأن القصد من هذا الترشيح ايقاظ شياطين الخلافات والعداوات، بين الاقطاب الموارنة، بدلاً من ان يكون محطة لتعميق خطوات التفاهم والتقارب بين بعضهم بعضاً، في حال اقتنعت قوى 14 آذار بدوافع واسباب سعد الحريري وذهبت مجتمعة الى تأييد سليمان فرنجية او غيره، بدلا من هذه الدعسة الناقصة التي اقدم عليها الحريري وخلقت هذا التشنج والرفض في الشارع المسيحي الذي يتساءل اليوم باكثريته الساحقة، لماذا يطلب من الجميع اخذ الهواجس الشيعية والمخاوف السنية، والخصوصية الدرزية بالاعتبار، ويتم تجاوز الهواجس والمخاوف والخصوصية المسيحية، وتقابل اما بالرفض او بالسخرية والتشنيع او بالتجاهل الكامل، والبراهين على ذلك لا تحصى ولا تعد، ان كان في الادارات العامة، او في قوانين الانتخاب، او في اختيار رئيس للجمهورية.

***

اسخف المواقف ما يحاول تسويقه، بعض نواب ووزراء وقيادات تيار المستقبل، عندما يتحدثون عن ان سعد الحريري لا يمكن ان «يمشي» بسليمان فرنجية، الا بضمانات تتناول الحكومة وقانون الانتخاب والوضع المالي واعلان بعبدا، وما تضمنه من دعوة لتحييد لبنان، ومن تنازل الجميع للدولة والشرعية، وعدم التحامل او الاعتداء على الخصوم، وينسى هؤلاء او يتناسون «الضمانات»، التي اعطيت في الدوحة، والتي «نفدت» بحذافيرها، وما زلنا حتى اليوم نعيش في ظل «نعيمها» كما انهم ينسون ان سليمان فرنجيه العفوي والصادق مع نفسه، يؤكد علاقته الوثيقة باخيه بشار الاسد وبتأييده ودعمه المقاومة الاسلامية، وهو غير مستعد للتنازل عن هذا الموقف، وهذا حق من حقوقه، اما موقفه بالنسبة الى «الضمانات» فحتى الآن غير معروفة، ربما لان رئيس الجمهورية في هذا البلد لا يستطيع ربما ان يضمن ذاته. فكيف يمكنه ان يضمن الاخرين؟!

يبقى امامي في نهاية الامر، سؤالان، الاول، هل تيار المستقبل، والحزب التقدمي الاشتراكي، ما زالا متمسكين بقانون الانتخاب المشترك بينهما وبين حزب القوات اللبنانية؟ والثاني، ماذا يبقى من «مزحة» الميثاقية، اذا انتخب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، بمعارضة تكتل التغيير والاصلاح وحزبي القوات اللبنانية والكتائب والنواب المسيحيين المستقلين؟!

«الطبخة» غير الناضجة والمسلوقة سلقا، لا يمكن ان تكون الطبق الاول على مائدة استرجاع الدولة والمؤسسات.