Site icon IMLebanon

أين فلسطين؟

قلنا منذ زمن غير قريب، ونكرر القول اليوم: عندما يكون الجيش العراقي فليس بمقدور أي جهة أن تتغلّب عليه، وعندما يكون تابعاً لإيران، فئوياً، فمصير هذا الجيش الفشل، ومصير العراق السقوط.

وفي نظرة الى الواقع الميداني في العراق، اليوم، نرى أنّ هذا الجيش العراقي أسقط «داعش» في الرمادي واستعادها بمعارك ضارية، وهو سيستعيد قريباً الموصل ويطرد منها «داعش»… لأنه جرى إعادة استنهاضه على قاعدة وطنية، بعدما كان نوري المالكي قد طيّفه وجعله فئوياً شيعياً يتلقى أوامره من إيران عبر قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني.

ويظهر اليوم، أيضاً، كم أنّ هذا التحالف الدولي لمحاربة «داعش» الذي أنشأته الولايات المتحدة الاميركية من 64 دولة تمتلك الجيوش الجرارة والقدرات القتالية الهائلة والحديثة… كم أنّ هذا التحالف فاشل، أو مقصود له أن يكون فاشلاً لكي يجري تمديد الحرب حتى تقضي على آخر مقومات الصمود في العراق.

ولكن الشعب العراقي انتفض وراء جيشه الذي بات غير فئوي، والذي يشكل أبناء العشائر السنّية عصبه الأقوى، وأثبت هذا الشعب أنه، مثل سائر الشعوب العربية والاسلامية، يرفض التطرّف.

إنّ أحد أبرز أسباب انهيار «داعش» أنه لم يجد في العراق البيئة الحاضنة، فقط هناك مجموعات محدودة من المتشددين لأسباب معروفة أبرزها الفقر والجهل والظلم.

ولقد أثبتت الوقائع الميدانية الأخيرة أنّ الضربات الجوية لا تحسم معركة إذا لم تكن مسنودة بقوى المشاة البريّة.

وليس في مقدورنا ومقدور أي عربي إلاّ أن يرحب بعودة الجيش العراقي وأن يفرح بهذه العودة، وستكون الفرحة أكبر عندما يسترجع هذا الجيش الموصل في المستقبل القريب كما بات محسوماً.

ولقد يبدو أنّ هناك حلفين دوليين متناقضين في العراق وسوريا: الحلف الذي تقوده واشنطن والحلف الروسي – الايراني، والواقع أنهما متوافقان على تدمير هذه المنطقة، بعدما أضحى أهلها العرب ساحة «يتسلّى» فيها الجميع وفق مصالحهم وأهوائهم وخططهم واستراتيجياتهم الخبيثة.

ألم يقولوا لنا في بداية تشكيل «الائتلاف الدولي» ضد «داعش» إنّ عملية القضاء على هذا التنظيم ستستغرق ما بين ثلاث سنوات حداً أدنى وعشر سنوات حداً أقصى؟

ويبدو اليوم واضحاً أنهم كانوا يريدون الإطالة لكي يدمّروا العراق… بينما استطاع الجيش العراقي أن ينهي المهمة في الرمادي خلال أسابيع محدودة، وهذا ما ينتظر أن يستغرقه تحرير الموصل.

وبهذا يكون الجيش العراقي قد وقف سداً منيعاً في وجه مخطط تدمير بلده ومن ورائه تدمير البلدان الاسلامية انطلاقاً من مشروع الفتنة الشيعية – السنية التي حملها معه الإمام الخميني الى الحكم، ثم انّ القضاء على «داعش» من قِبل هذا الجيش هو القضاء على دور ونفوذ الذين تسببوا بمجيء «داعش» وفي مقدمهم إيران التي اتهمها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مباشرة وصراحة بأن تطرفها هو الذي مهّد الطريق أمام «داعش»… وكذلك الروس الذين يأتون الى المنطقة بذريعة حماية الأقليات المسيحية، وهم الذين لم يعودوا يجدون في العالم كله من يتجاوب معهم، فتدخلوا في أحداث المنطقة لمحاورة الاميركي…

ومن أسف أنّ الاميركي لم يتعلم من التجارب التي كان هو بطلها بالذات، فلم يعتبر من نتائج تبنيه «القاعدة» في أفغانستان بدعوى محاربة الشيوعية… ما أدى الى انقلاب السحر على الساحر في 11 أيلول الشهير وتدمير البرجين في نيويورك.

وأمام هذه الأحداث المتسارعة في سوريا والعراق يبقى السؤال الكبير: أين فلسطين؟ وهل يتحدث أحد عنها وعما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من مجازر وانتهاكات يومية ضد أهلها؟

على كل حال: سيأتي دور إسرائيل عاجلاً أو آجلاً.