يوجد اليوم في المنطقة ثلاثة مشاريع ضد العالم العربي وهي:
1- المشروع الاسرائيلي،
2- المشروع الايراني،
3- المشروع التركي.
نبدأ بالمشروع الاسرائيلي الذي أُسّس له منذ مئة سنة وسنة ابتداءً من «وعد بلفور» سنة 1917 بالرسالة التي أرسلها ارثر بلفور الى والتر روتشيلد.
وطبعاً للمشروع الاسرائيلي مخططات عديدة تختصر بالأمور الآتية:
أولاً- إحتلال كامل التراب الفلسطيني تحت مزاعم أنّ هذه الأراضي تاريخياً أول من سكن فيها هم اليهود، والمؤامرات التي تعرّض لها اليهود تاريخياً هي التي أدت الى طردهم من فلسطين.
في «النكبة» تلك المأساة الانسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره، في عملية تهجير فظيعة للفلسطينيين وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948، وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح إقامة الدولة اليهودية – إسرائيل، وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قِبَل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم الى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها الى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي.
على الرغم من أنّ السياسيين اختاروا 1948/5/15 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلاّ أنّ المأساة الانسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرى وبلدات ومدناً فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً(…).
ثانياً- القضاء على الجيوش العربية لأنّ إسرائيل لا تستطيع أن تعيش بوجود جيوش عربية مثل الجيش المصري والعراقي والسوري والسعودي والليبي والجزائري والكويتي أيضاً.
وقد نفذت خطة القضاء على الجيوش العربية تدريجياً وبدأت بالشكل التالي:
1- تحييد الجيش المصري من خلال اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر بما يسمّى اتفاق كامب دايڤيد.
2- حل الجيش العراقي عام 2003 بعد احتلال أميركا للعراق وسقوط نظام صدام حسين، واعترف برايمر لاحقاً بأنّ هذا كان أسوأ قرار اتخذ بتاريخ أميركا.
1 Banner El Shark 728×90
3- الجيش السوري أنهى نفسه بنفسه بحرب أهلية ودخول الجيش الايراني والحرس الثوري الايراني و»حزب الله» والميليشيات الطائفية العراقية الى سوريا والإنخراط مع النظام في مواجهة الشعب السوري.
4- الجيش الليبي: وبسبب الحرب الاهلية أصبح اليوم أقل من ميليشيا.
5- الجيش الجزائري طبعاً ضمن الحرب الأهلية الداخلية.
6- الجيش السعودي الذي يستنزف اليوم مدافعاً عن المملكة وأراضيها من الحوثيين الذين احتلوا العاصمة اليمنية صنعاء وكانوا يحاولون احتلال عدن ولكن المملكة العربية السعودية مع دولة الإمارات العربية المتحدة وقوات التحالف الدولي ردوهم على أعقابهم.
أي باختصار أنّ الجيوش العربية لم تعد كما كانت في حرب 1973.
الخطوة الثانية في المشروع اليهودي هي تأجيج الفتنة بين أهل السُنّة وبين الشيعة، وهذا المشروع تخصصت به إيران.
ثانياً- المشروع الايراني، هذا المشروع الذي يسعى الى تشييع أهل السُنّة، وهو يحمل مشروع فتنة طائفية بغيضة بين أهل السُنّة والشيعة، وبدأ مع مجيء آية الله الخميني الذي رفع شعار تشييع أهل السُنّة، وبدأ حربه على العراق طول ثماني سنوات (من عام 1980 لغاية 1988) ما استنفد ميزانية الدولة العراقية… وزاد في الطين بلة عندما احتلت أميركا العراق تحت شعار القضاء على الارهاب وأسلحة الدمار الشامل… والمضحك أنّ عنوان الاحتلال كان القضاء على أسلحة الدمار الشامل والقضاء على الارهاب والقضاء على النظام العراقي نظام صدام العسكري المتطرف والمجيء بنظام ديموقراطي، وتبيّـن أنه لم تكن توجد أسلحة دمار لا شامل ولا جزئي في العراق، أما الارهاب فلم يكن موجوداً، بل ضرب أطنابه بعد احتلال العراق.
وهكذا كانت المستفيدة من هذا المشروع هي إيران التي استطاعت أن تقضي على النظام وتحتل العراق من خلال مشروع التشيّع والمؤامرة على العراق.
ثالثاً- المشروع التركي، أي مشروع «الإخوان المسلمين»، وكما هو معلوم فإنّ جماعة «الإخوان المسلمين» موجودون في العالم العربي ولديهم مشروع خاص بهم ولا يعترفون بأي دولة، وفي مخططهم أنهم يجب أن يحتلوا كامل العالم العربي، وقد حاولوا أن يخضعوا مصر واستطاعوا أن يحصلوا على الحكم ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، واليوم كل ما يفعله «الإخوان» هو الارهاب والاتفاق مع دولة قطر، وتخريب العالم العربي ومحاولة الاستيلاء على الحكم في معظم الدول العربية.
حاولوا في العراق ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً.
أما إيران فيردد معظم أركان قيادتها بأنهم يسيطرون على أربع دول عربية… عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني تحدث عن الهلال الشيعي وكان كلامه واقعياً ودقيقاً.
هذه هي المشاريع الثلاثة للسيطرة على العالم العربي والتي تحمل في المضمون مشروع الهلال الشيعي.
لنعد ونسأل أنفسنا: أمام هذه المشاريع التي كلها ضد العرب وضد المسلمين متى سيكون للعرب مشروعهم الخاص بهم، مشروع للدفاع عن الدول العربية كلها، مشروع يستطيع أن يفشّل تلك المشاريع الثلاثة ونكون فعلاً أحراراً في أوطاننا وأمتنا؟!.