Site icon IMLebanon

أين المشكلة إذاً؟ مليون و200 ألف نازح يُؤيّدون النظام السوري!!!

 

النواب الموالون، والنواب المعارضون ومن هم «إجر بالفلاحة وإجر بالبور» لم يتركوا شعرة في ذقن الحكومة، الا «ونتفوها» في اليومين الاولين لمناقشة ما يسمى بالموازنة، وهي في حقيقة الامر ليست سوى فاتورة انفاق على النواب ان يبصموا عليها لتبرئة ذمة الهدر والفساد طول مدة 12 سنة كاملة، وبما انه يحق للتسوية السياسية التي يعيش لبنان في ظلها، ما لا يحق لغيرها، فان النواب المطواعين الذين نعموا بمدة مضاعفة من عمرهم النيابي، لن يبخلوا في نهاية الامر على التسوية السياسية ببصماتهم التي حلّت محل انجازاتهم، وكان الله يحب المحسنين والمطواعين.

موضوع مقالي اليوم، ليس الكلام عن ثماني سنوات عجاف هي عمر المجلس النيابي الحالي الذي ينعت زوراً بأنه سيد المؤسسات، لان كل شيء زاد في عهد هذا المجلس… الفساد زاد، والهدر، والمرض، والسرقات والجريمة، والفقر، والبطالة، والهجرة، والتلوث والغلاء،  الشيء الوحيد الذي تراجع هو هيبة الدولة، وسلطتها، وكرامتها، والديموقراطية ونسبة حقوق الانسان، وبما ان لوجود اكثر من مليوني نازح على الارض اللبنانية تأثير كبير لما وصل اليه اللبنانيون، وخصوصاً «الجالية» السورية ساعالج مشكلة النزوح السوري من زاوية، لا اعرف لماذا لم يتطرق اليها احد من المسؤولين، مع انها قد تكون العلاج المنطقي لهذه المشكلة، التي تكاد ان تقسم اللبنانيين مجدداً، وان تشعل حرباً داخلية على ما حذر منه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند اجتماعه بممثلي الدول الغربية منذ ثلاثة ايام.

***

في اكثر من حديث لاكثر من شخصية سياسية واعلامية او غير مدنية، صديقة للنظام السوري او قريبة منه، اعلنت في غير مناسبة ان ثمانين بالمئة من النازحين السوريين الذين يبلغ عددهم وفق الدوائر اللبنانية المعنية حوالى مليون ونصف المليون نازح، هم مؤيدون للنظام في سوريا، وبرهنوا على تأييدهم عملياً في انتخابين متواليين، ما يعني ان مليوناً ومائتي الف نازح سوري في لبنان، ملتزمون بالنظام وليس بالمعارضة، وينفّذون أوامر النظام ودعواته، وهم يدخلون الى لبنان ويخرجون الى سوريا ساعة يشاؤون، وهم ليسوا بحاجة الى جميل من احد ليتكلم مع النظام، من اجل عودتهم الى «وطنهم» الثاني سوريا، بل الى كلمة تخرج من النظام، أن عودوا… فيعودوا، الا اذا كان لبقائهم في لبنان، فائدة مادية تريح النظام حالياً، وفائدة سياسية يمكن تحقيقها عندما تدعو الحاجة، وأي كلام آخر، ليس في مكانه الصحيح.

عندما يعود الى سوريا مليون ومائتي الف نازح، ويتنفّس اللبنانيون الصعداء اقتصادياً، واجتماعياً وامنياً، يمكن عندها معالجة نزوح 300 الف سوري يعتبرون من جماعة المعارضة، مع الامم المتحدة، والدول ذات النفوذ في الداخل السوري، مثل روسيا، والولايات المتحدة الاميركية، واي طرف آخر قادر على المساعدة، بعيداً من الضغوط والتوترات، ومن كان قادراً على مفاوضة التنظيمات الارهابية مثل «داعش» و«جبهة النصرة»، ونجح في اعادة الآلاف منهم، لا يمكن ولا يجب ان يقف حجر عثرة في وجه مثل هذه الحلول التي تريح العلاقات الداخلية، بدلاً من الاصرار على إلزام اكثر من نصف عدد اللبنانيين، على اخذ مواقف من النظام لم يحن وقتها بعد، خصوصاً بوجود آلاف اللبنانيين المغيبين في السجون السورية، اضافة الى تركة ثقيلة من ايام الوصاية السورية على لبنان.