Site icon IMLebanon

أين فيلق القدس؟

 

في الوقت الذي كانت الأنظار كلها تتطلع الى ماذا ستفعل الثورة الإيرانية رداً على قرار الرئيس الاميركي ترامب بشأن القدس، خصوصاً أنّه منذ بداية هذه الثورة وهي ترفع شعارات مهمة جداً أبرزها:

 

“الموت لأميركا”،

“الشيطان الأكبر أميركا”،

“الشيطان الأصغر إسرائيل”…

في هذا الوقت بالذات وبعد البيان الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري الصادر عن مجلس الوزراء وموافقة وزراء “حزب الله” عليه فوجئنا بفيديو نشرته أقنية التلفزيون يظهر فيه قائد “الحشد الشعبي” العراقي قيس الخزعلي بزيّه العسكري وبرفقته مسؤول عسكري في “حزب الله” واقفين أمام بوابة فاطمة… السؤال هنا هو هل هذه رسالة من إيران الى إسرائيل؟ فإن كانت كذلك فيمكننا القول تمخض الجبل فولّد فأراً…؟!

أم أنّ هذه رسالة الى الحكومة اللبنانية تبيّـن “مدى” التزام “حزب الله” بمضمون الاتفاق؟!

كما هناك تساؤل عن توقيت نشر الصورة برمزيتها بعد “مؤتمر باريس” الداعم للبنان، فما هو المغزى من هذا التوقيت؟ وهل هو تعبير عن الإعتراض على البيان كونه استذكر القرارين الدوليين 1559 و1701؟!.

وفي العودة الى بداية ثورة الخميني نتذكر أنها أقفلت سفارة إسرائيل في العاصمة طهران واستبدلتها بسفارة فلسطين وهذه كانت أول سفارة لدولة فلسطين المغتصبة في العالم… وهي مشكورة على ذلك.

ولم تقف الأمور عند هذه الحدود بل أنشأت فرقة في الحرس الثوري أطلق عليها اسم “فيلق القدس” وعيّـن اللواء قاسم سليماني قائدها، ومنذ ذلك الحين وهذا الفيلق لم يقم بأي عملية، ولو عملية واحدة ضد إسرائيل… والعكس صحيح!

ثم انطلقت الثورة السورية وانتفض الشعب السوري على النظام المجرم الذي استخدم جميع أنواع الاسلحة الفتاكة من مدافع وصواريخ وطائرات ودبابات وغيرها من أدوات القتل والتدمير، ولما لم يفلح النظام أمام هذه الثورة المباركة استعان بـ”حزب الله” وطلب من اللواء قاسم سليماني أن ينقذه من الثورة ضده.

في العام 2003 حدث غزو القوات الاميركية للعراق وكان أول عمل قامت به أميركا هو حل الجيش العراقي البطل الذي لولاه لسقطت دمشق عام 1973 في حرب اكتوبر المجيدة.

دخلت أميركا وكان القرار الاول الذي اتخذه بريمر (حاكم العراق) هو حل الجيش العراقي… وأثبتت الوقائع أنّ هذه الحروب كلها هي لمصلحة إسرائيل.

ثم أخذت اميركا تنسحب رويداً وسلمت العراق الى إيران وتحديداً الى اللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري.

ولاحقاً بدأت الثورة في اليمن وقام الشعب اليمني ضد الرئيس علي عبدالله صالح فاستجاب الرئيس ولكنه تحالف مع الحوثيين المدعومين من إيران بهدف تحقيق مشروع التشيّع في العالم العربي، والأخطر مشروع الفتنة بين المسلمين، أي بين أهل السُنّة والشيعة… وهكذا أصبح الهلال الشيعي حقيقة ولم يعد وهماً، وهو يمتد من إيران الى العراق الى سوريا الى لبنان والغريب العجيب أنّه خلال هذه الحوادث والتطوّرات التي حصلت في سوريا وفي العراق لم تحرّك إسرائيل ساكناً، بل العكس كانت تراقب وتتفرّج وطبعاً تصطاد حين تدعو الحاجة… فتضرب قوات إيران وقوات “حزب الله” عندما تحصل على معلومة نقل سلاح أو تركيب صاروخ.

والعجيب الغريب أنه خلال الأحداث في سوريا، ولولا عمليتان أو ثلاث نفذتها إسرائيل يوم كانت تعلم بوجود أسلحة متطورة مع “حزب الله” أرسلت من إيران فكانت تتصدّى للقافلات خصوصا قوافل الصواريخ التي دمرتها إسرائيل في غير موقع في سوريا… لولاها لما سمعنا بإسم إسرائيل، ولا تصدّى لها أحد من إيران ولا من “حزب الله” ولا من النظام السوري.

ولا ننسى التحدّي الكبير الذي قامت به إسرائيل باغتيالها القائد الكبير الشهيد عماد مغنية في قلب دمشق وفي محيط مجمّع المخابرات السورية…

وقتلت مصطفى بدرالدين قرب مطار دمشق… وقتلت ابن عماد مغنية ومعه جنرال في الحرس الثوري في الجولان.

هذا كله وإيران لم تفعل شيئاً إلاّ السكوت!

والسؤال اليوم هو عن جردة حساب بسيطة جداً “فيلق القدس” الذي أنشئ لتحرير القدس ماذا فعل للقدس؟

فهل ان تخريب وتدمير سوريا هما من اجل تحرير القدس؟

وهل أن يصبح العراق شيعياً مدمّراً لا يعرف السكينة منذ عام 2003 الى يومنا هذا ويومياً هناك عملية تفجّير في العاصمة بغداد أو في مدينة البصرة أو في كربلاء… فهل هذا من أجل تحرير القدس؟

وهل مناصرة الحوثيين ونشر الفوضى والذعر في اليمن ومليون طفل مصاب بالكوليرا في العاصمة صنعاء هذا كله من أجل تحرير القدس؟

عوني الكعكي