الاجتماع الذي عقد اليومين الماضيين بين مدير المخابرات الاميركي والروسي والاسرائيلي تحت عنوان «إخراج إيران من سوريا»، السؤال الذي يطرح ذاته حوله هو: كيف سيتم ذلك؟
السؤال الثاني الملح أيضاً هو: هل إيران، بعد المليارات من الدولارات التي أنفقتها لبقاء نظام بشار الأسد وآلاف من الجيش والحرس الثوري والمتطوعين الذين جاءت بهم إيران من جميع بلدان العالم تحت شعار حماية «المقامات والمقار الدينية» في سوريا… هل إيران مستعدة أن تغادر سوريا طوعاً وما هو الثمن الذي تريده لمغادرة سوريا؟
السؤال الثالث: ماذا إذا رفضت إيران أن تخرج؟
والرابع: مؤتمر لبحث الوجود الايراني في سوريا، وسوريا غائبة عنه؟
الجواب عن السؤال الأول حول كيفية إخراج إيران؟ هل سيتم بالتفاهم أو يتم بالقوة؟ فإذا تم بالقوة لن تقبل إيران، بعد الكلفة الثقيلة، أن تنسحب من دون ثمن، وبالتالي: لا بديل عن الحل العسكري.
هنا نتذكر أنّ إسرائيل منذ بداية الحرب الأهلية لإسقاط نظام بشار نفذت عمليات عسكرية ضد إيران والحرس الثوري و»حزب الله» وقتلت الكثيرين من القادة العسكريين والجنرالات… وقتلت عماد مغنية ومصطفى بدر الدين ثم ابن مغنية(…) رغم هذه العمليات كلها ما زال الحرس الثوري و»حزب الله» والميليشيات العراقية الشيعية والجيش الايراني ما زالوا في سوريا.
فإذاً، كيف سيتم الخروج؟
والحل هو تدمير سوريا مجدداً، وكأنه لم يكفهم تهديم وتدمير نصف سوريا!
ورداً على هذا السؤال حول ماذا سيكون موقف إيران: كما قلنا إنّ الايراني يريد ثمناً مقابل ما تكبّده من خسائر وما أنفقه من مال!
الأكيد أنّ أميركا لن تدفع له الثمن، والروس لا يريدون مشاركة أحد في سوريا، وبشار لم يعد يملك شيئاً، والقواعد العسكرية الثلاث التي أنشأها الروسي بالاتفاق مع النظام أو عنوة عنه… فالحل الوحيد عند الايراني الانسحاب أو يركب رأسه في مواجهة خاسرة عسكرياً وسياسياً.
أمّا عن غياب النظام السوري عن هكذا مؤتمر وسواه من التحركات الإقليمية والدولية التي تتناول سوريا في أمنها وسيادتها واستقلالها ومصيرها… فهذا يؤكد على أنّ ما يسمّى بالحكم في سوريا لم يعد موجوداً إلاّ في الصورة وحسب، ولم يعد له أي دور أو كلمة!
عوني الكعكي