Site icon IMLebanon

أين هي واشنطن؟

 

 

مَن هو القادر على تحديد الموقف الأميركي من الاستحقاق الرئاسي، إن لم يكن باستنتاج قاطع، فعلى الأقل بتقدير تقريبي؟

 

هذا السؤال طرحته، قبل أيام، مرجعية غير زمنية على جلّاسها الذين كانوا مدعوين الى مائدة الغداء في مقرها.

 

الجواب تنوّع وتشعب بين القوم، فمِن قائل إن واشنطن تريد وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون الى سدة الرئاسة، الى ثانٍ نفى ذلك قطعياً، الى ثالث يقول إن الأميركي مهتم بشؤونه الكبرى في هذه المرحلة وليس معنياً بالشأن اللبناني في هذا الوقت على الأقل الخ…

 

تعددت الإجابات، وكان بين الحضور سفير لبناني سابق مشهود له بالعراقة الديبلوماسية فبدت على وجهه أمائر الاستغراب لكثير مما قيل، ما لفت نظر المرجعية التي طالبته بأن يدلي بدلوه في الموضوع، وممّا قاله:

 

ليس منطقياً، ولا هو صحيح، أن الولايات المتحدة غير معنية بالاستحقاق الرئاسي عندنا، ولكن اهتمامها تدرّج من إعطاء «الخماسية» فترة سماح، الى الانخراط مباشرة في مسار انتخاب رئيس للبنان. فمنذ البداية لم تكن واشنطن مرتاحة الى الخيار الفرنسي، وسرعان ما تبين أن المملكة العربية السعودية ومصر وقطر هي أيضاً من وجهة النظر هذه، إلّا أن هذه الدول الأربع أعطت فرنسا فرصة لإعادة درس وتقييم الموضوع، ما أدّى فعلاً الى إعادة باريس النظر في أساس موقفها.

 

وأضاف: واشنطن معنية فعلاً بتفاصيل لبنانية هي أيضاً مهمة ولكنها أقل أهمية من الموقع الرئاسي، واسمح لي يا (مخاطباً صاحب المقام) والحضور الكرام أن أدّعي أنه من تبسيط الأمور، كي لا أستخدم عبارة «من السذاجة»، الكلام على عدم الاهتمام الأميركي ببلدنا، وهل ثمة دلائل أكثر من «السفارة الأسطورية» في عوكر، والضغط الأميركي للترسيم البحري مياهاً وغازاً ونفطاً، وفتح ملف الترسيم البري، والمساعدة للجيش مهما كان رأيي الشخصي في أهمية أو عدم أهمية هذه المساعدة لا سيما على الصعيد الستراتيجي؟ الخ…

 

وانتقل الى الكلام عن موقف واشنطن من ترشّح قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة، فأعرب عن اعتقاده بأن واشنطن ليست متحمّسة لأنها لا تزال ترى ضرورة بقائه في قيادة الجيش في هذه المرحلة الحساسة، إلّا أن هذه الحماسة ليست مطلقة إذ للأميركي صداقات متينة مع غير ضابط يمكن أن يتولى هذا الموقع المهم.