عشر سنوات مرّت والصناعة اللبنانية تسأل عمن أحبها وربط بها حب لبنان… ما من صناعي ومتابع لشؤون الاقتصاد والصناعة إلا وتوقّف مليا عند برنامج الوزير الشهيد بيار الجميل للنهوض بالقطاع الصناعي «صناعة لشباب لبنان 2010»، وما زالت الصناعة تعاني وتنتظر تنفيذه.
الشيخ بيار قصة حلم واعد وشباب نابض فاجأ كل من يعرفه ومن يجهله في كل ما يقول ويفعل بسرعة تسابق الزمن وديناميكية تختصر المسافات وحركة تتخطى الحدود فطبع ببصماته كل ملف مرّ بين يديه وشكل حافزا يشعل كل قضية يتناولها ويتركها أمانة بيد من زرع فيهم الحرص عليها والنضال من أجلها. عرف أن يجمع بين مطالب الشباب وحاجات الصناعة التي تسلم وزارتها وحبُه للبنان الى حد الشهادة.
فكانت اقتراحاته، بصفته نائبا، للعديد من القوانين التي ما زالت ملحة وتنتظر التنفيذ وصولا الى خطة عمله بصفته وزيرا للصناعة «برنامج بيار الجميل» صناعة لشباب لبنان 2010» التي أصبحت مرجعا للقطاعين العام والخاص ومستندا لجمعية الصناعيين للدفاع عن القطاع ومطالبه وحاجاته. بيار الجميل سلم الأمانة عام 2006 ورسم الطريق أقله حتى العام 2010 للصناعة والشباب، فماذا أنجز منها؟ وأين نحن من هذه المسيرة؟
وزير ومناضل للصناعة
تمكن بيار الجميل الوزير الشاب والمندفع منذ اليوم الأول لاستلام حقيبة الصناعة من إحداث يقظة صاخبة لأهمية حماية الانتاج الوطني وايلائه الأولوية: فأصبحت عبارة «بتحب لبنان حب صناعتو» على لسان الكبار والصغار، في المصانع والمتاجر والمدارس والجامعات…حتى باتت كل القطاعات والمجالات الأخرى والدراسات والاعلانات تسعى لشعارات مشابهة ومؤثرة بالناس كما هذه العبارة.
إلا أن «بتحب لبنان حب صناعتو» لم تبقى شعارا ملفتا أو عبارة مؤثرة أو حبرا على ورق بل سرعان ما تمت ترجمتها خطة صناعية متكاملة تحت عنوان «برنامج بيار الجميل» صناعة لشباب لبنان 2010».
هذا البرنامج جاء حصيلة عمل دؤوب ومتعاون بين القطاعين العام والخاص، بين وزارة الصناعة وجمعية الصناعيين كسر مقولة «ضعف التنسيق بين القطاعين العام والخاص» التي كانت أصبحت عبارة ثابتة في كل ورقة مطلبية للقطاعات الاقتصادية الانتاجية بشكل خاص.
كما أن الوزير الشاب لم يكتفِ بوضع بالتنسيق بين القطاعين العام والخاص بل سارع الى حمله الى الشباب في مختلف الجامعات والمشاركة في محاضرات وندوات لفتح باب مناقشته الأوسع مع الطلاب الجامعيين وفتح أبواب مكتبه في وزارة الصناعة لاستقبال أي طالب لديه ملاحظات أو اقتراحات في شأنه.
• ما كانت أبرز الإنجازات التي تحققت من هذا البرنامج؟
أصدرت جمعية الصناعيين اللبنانيين كتيبا خاصا ببرنامج الوزير الشهيد وانجازاته تحت عنوان بيار أمين الجميل: المشروع الواعد، وزير الصناعة 21/11/2006- 19/07/2005. جاء في أهم الانجازات أن الوزير الشهيد استطاع وفي وقت قصير أن يفقه اسرارها (الصناعة) ويستشرف حل مشاكلها.
ومن أهم هذه الإنجازات: تعزيز قدرات الوزارة والمؤسسات المرتبطة بها اذ كان الوزير الجميل المشجع الأول للتخصص الوظيفي من خلال انتدابه الموظفين للمشاركة في دورات تدريبية عقدت في لبنان والخارج فحول مواضيع علمية ومتخصصة تتصل بعمل كل منهم، فضلا عن السعي الى بناء قاعدة معلومات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية من خلال تدريب جهاز متخصص في الوزارة على إجراء مسح سنوي للقطاع يتناول المعلومات العامة الصناعية، أوضاعها الانتاجية والمالية ثم التوقيع على اتفاقات ومذكرات تعاون وتفاهم وتعزيز العلاقات التي تربط المؤسسة بالجهات الوطنية والعالمية المتخصصة.
كما اقترح تشكيل مجلس إدارة المجلس اللبناني لاعتماد المنشأ بالقانون 572 تاريخ 11/02/2004 والتعيين بموجب المرسوم رقم 16350 تاريخ 10/02/2006، وباشر هذا المجلس أعماله بوضع أنظمته الداخلية، ثم تشكيل مجلس إدارة جديد لمعهد البحوث الصناعية بتاريخ (07/01/2006)، فضلا عن التنظيم والمشاركة في المؤتمرات داخليا وخارجيا لدعم القطاع الصناعي.
ووضع حجر الأساس لمعالجة أسعار الطاقة، إقرار الإجراءات الوقائية للصناعة، تحفيز التصدير، تسهيل التمويل الصناعي، إجراءات لتوسيع الأسواق وزيادة الصادرات الصناعية ولرفع القيمة المضافة للصناعة اللبنانية، إجراءات لزيادة الاستثمار في القطاع الصناعي وتأقلم المؤسسات الصناعية اللبنانية مع المتطلبات البيئية، تخفيض تكاليف الصناعة لدعم قدراتها التنافسية…
نائب يحمل هموم الشباب
لفت النائب بيار الجميل النظر الى ما يعانيه الشباب اللبناني خصوصا الطلاب منهم من ضائقة معيشية خانقة في ظل الأزمة الإقتصادية التي تشهدها البلاد منذ سنوات ووجد من الضروري أن تتخذ إجراءات من قبل الدولة أقله لتخفف وقعها عليهم لتمكينهم من متابعة دراستهم: مثل إعفاء الكتاب المدرسي والجامعي، سواء الوطني أو الأجنبي، وسواء تم طبعه في لبنان أم تم استيراده من الخارج، من أي رسم أو ضريبة على الإطلاق.
وإعفاء الدفاتر والقرطاسية المخصصة لطلاب المدارس والجامعات وكل أدوات التدريب المدرسي والجامعي وأدوات القياس ومعدات المختبرات المخصصة لتدريب الطلاب من أي رسم أو ضريبة على الإطلاق.
كذلك حاول بيار الجميل تقريب لبنان من نموذج البلدان المتقدمة في تأمين الأسعار المخفضة لتنقل الطلاب في المدارس والجامعات عند استعمالهم وسائل النقل العمومية مع اقتراح بطاقات نقل شهرية أو فصلية لهم وإعفائهم من الرسوم المفروضة على الأماكن الأثرية والسياحية العامة طوال الأسبوع (على ان يستوفى منهم 25% من رسم الدخول في عطلة نهاية الأسبوع).
كما شمل الاقتراح تخفيض رسوم الامتحانات الرسمية وإعفاء بيوت الطلبة من ضريبة الأملاك المبنية الرسم البلدي فضلا عن إعفاء طلاب الجامعات والمعاهد الفنية من نصف رسم الانتساب الإلزامي الى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. واكثر من ذلك حرص بيار الجميل على المطالبة بإنشاء مكتب خاص في وزارة العمل وفي دوائر المحافظات لاستقبال الطلاب الراغبين بالعمل سواء بصورة دائمة او في أوقات العطل المدرسية.
اليوم يقف الشباب متسائلين عمّن يرفع صوتهم ويتنبّه الى مطالبهم بعد مرور سنوات في مجالس النواب والحكومات وكثافة مواضيع السجال السياسي حول هذا الملف أو ذاك ولا من يبحث في هموم آلاف الشباب ولو بأمور وإجراءات صغيرة وبسيطة لا تكلف الخزينة ولا ترهق الدولة ولكنها تعطي نوعا من الالتفاتة نحو أمور الطلاب والشباب الذين شكلوا ولا يزالون عصب الحركة النضالية في بلاد النضال الدائم والمستمر.
مختلف هذه المراحل والإنجازات طبعها الشيخ بيار الجميل بنفحة شبابية مميزة وديناميكية عمل لا تهدأ حتى رسم خطة تحرك بكل المراحل التنفيذية للسنوات المقبلة يحملها اليوم جميع الصناعيين الى مختلف المنتديات والمؤتمرات والمفاوضات التي تعنى بالقطاع ويذكرون بها الحكومات المتعاقبة والوزراء والمسؤولين…
الرجاء والعزاء يبقى في متابعة المسيرة بعد أن رسم الشهيد بيار الجميل بإتقان الخطوط والخطوات.