IMLebanon

أين لبنان وحكومته  من الإرهاب العابر للقارات؟

إنه الإرهاب العابر للدول والقارات والمجتمعات:

من لبنان، إلى السعودية، إلى الكويت، إلى البحرين، إلى مصر، إلى الولايات المتحدة الأميركية، إلى تركيا، إلى فرنسا، إلى بنغلادش، وأخيراً وليس آخراً، على ما يبدو، إلى أندونيسيا.

عشية عيد الفطر السعيد، تهز مملكة الخير، المملكة العربية السعودية، ثلاثة انفجارات:

أمام القنصلية الأميركية في جدة، وفي القطيف، وأمام مركز أمني قرب المسجد النبوي في المدينة.

وفي الكويت تُعلِن وزارة الداخلية أنَّ السلطات الأمنية تمكنت من تفكيك ثلاث خلايا تابعة لداعش كانت تخطط لشن هجمات إرهابية في البلاد. وتكشف إنها قبضت على خمسة كويتيين، بينهم شرطي وامرأة، أقروا جميعهم بالتخطيط لشن هجمات على مسجد شيعي وإحدى منشآت وزارة الداخلية.

وفي الأردن تفجير سيارة على الحدود مع سوريا، وفي مطار أتاتورك في اسطنبول هجوم انتحاري أوقع نحو خمسين ضحية. ووصل الإرهاب إلى أورلاندو في الولايات المتحدة الأميركية، وقبلها إلى باريس وقبلها إلى بلجيكا.

والإرهاب الأحدث وقع في أندونيسيا.

إنه الإرهاب المعولَم… إنه الإرهاب الذي لا يُقيم وزناً لنفسٍ بشرية ولا لمقامٍ ديني ولا لمجتمعاتٍ آمنة ولا لشعوبٍ تفتِّش عن استقرار في الحاضر وأمل للمستقبل.

وللبنان حصة في هذا الأمر:

جرح القاع ما زال ينزف، وجرح التهويل والرعب من عمليات إنتحارية في سائر المناطق ما زال جاثماً على صدور اللبنانيين، فكيف ستكون المواجهة؟

على المستويين العسكري والأمني، تبدو حتى الآن الأوضاع تحت السيطرة، فالجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية تتخذ الإحتياطات والإجراءات التي من شأنها تعقب المجرمين ووضع حدٍّ لكل التحضيرات الجارية، وما التحقيقات التي تُكشَف سوى عيِّنة من الجهود المبذولة.

أما على المستوى العسكري فيبدو أنَّ هناك سعياً حثيثاً لإنشاء فوج الحدود من أجل نشره على الحدود مع القوى العسكرية الأخرى.

وبمقدار ما تبدو الأمور العسكرية على كامل الجهوزية، بالمقدار ذاته تبدو الأمور السياسية في حالٍ من العجز والغياب والضياع، لا شيء إسمه جديَّة بالنسبة إلى هذه الحكومة، ولا شيء إسمه تخطيط وخطوات بالنسبة إليها، كل ما في الأمر أنَّ رئيسها يتنقَّل من مقابلة إلى مقابلة ليُعلِن بالفم الملآن أنَّ حكومته فاشلة والفساد ينخرها.

حين يكون الأمر كذلك، فكيف يأمن المواطن؟

وكيف يطمئن إلى واقعه؟

بكل شفافية وجرأة وصراحة، إن المواطن اللبناني لديه مشكلة حقيقية مع هذه الحكومة وهي أنّه لا يثق بها، ولأن الأمر كذلك فإنه لا يثق لا بخطواتها ولا بإجراءاتها.

إنَّ العمل الأول المطلوب من الحكومة هو أن تعمل لكي يعيد المواطن ثقته بها، خصوصاً ان الإستحقاق الرئاسي ليس قريباً وفق معظم المعطيات.