تصدرت المعلومات عن انتقال المطلوب شادي المولوي الى الجنوب ودخوله الى مخيم عين الحلوة تحضيرا لعملية امنية كبيرة، بأسلوب «هوليودي»، على متابعة الاجهزة الامنية المختلفة سعيا وراء كشف الحقيقة بعد ان دخلت السياسة والتحليلات على الخط، على وقع البيان رقم واحد الذي اصدره متهما بعض مشايخ «هيئة العلماء المسلمين» بخذلانه ونصب الافخاخ له» بعد ان قام «خالد السيد الذي جرنا إلى كمين في مسجد حربا بعد أخذه ارقام التواصل مع جبهة النصرة في القلمون ليقوموا بتصفيتنا»، بحسب تعبيره.
بيان المولوي، الذي لم يتأكد حتى الساعة مصدر وضعه على شبكة الانترنت، او الجهة التي تقف وراءه فعلا، كان سبقه سلسلة من التغريدات على صفحته على «تويتر» تحدثت عن مواعيد قريبة لكشف الحقائق وتسمية الخونة استعدادا للقصاص منهم».
المصادر الامنية اللبنانية اكدت ان التنسيق قائم مع الجهات الفلسطينية المعنية وان لا شيء يدل حتى الساعة الى ان شادي المولوي دخل الى عين الحلوة ساخرة من السيناريو البوليسي الذي جرى الحديث عنه مؤكدة وجود جنديات من الجيش عند جميع مداخل المخيم تقوم بالتأكد من هوية المنقبات والمحجبات ، مستذكرة ان دخوله الى المخيم في ظل الاجراءات الامنية المشددة المتخذة عند مداخله وفي ظل استنفار الاجهزة الامنية والعسكرية، ناهيك عن صعوبة التنقل من اقصى الشمال طرابلس الى الجنوب، امر من المستحيلات، خاصة خلال الفترة الزمنية التي جرى تسريب الخبر خلالها بسبب الاجراءات التي رافقت يومها زيارة وزير الداخلية لمدينة صيدا، متسائلة عما اذا كان الخبر جاء من باب الاستنتاج والربط بالاجراءات الامنية التي نفذها الجيش في منطقة البساتين بين الاولي والمخيم.
من جهتها، جزمت اوساط امنية فلسطينية، بأن المولوي لم يدخل مخيم عين الحلوة اقله بحسب السيناريو الذي نشر، مؤكدة ان الاجراءات المتخذة عند مداخل المخيم تجعل الامر شبه مستحيل، كاشفة ان هذا النفي عززته نتيجة التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية الفلسطينية مع عدد من الاشخاص الذين تنطبق عليهم المواصفات التي اوردتها الوسائل الاعلامية، استنادا الى الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة المثبتة عند مداخل المخيم وفي شوارعه، حيث تم التاكد من هوية كل هؤلاء الافراد، وابلغت الجهات المعنية بالنتائج.
المصادر التي ربطت، بين تسريب خبر لجوء المولوي الى المخيم، تفصيلا وتوقيتا، وبين حدثي زيارة وزير الداخلية الى صيدا والاجراءات الامنية المشددة التي شهدها محيط الخيم وبساتينه، وترؤسه اجتماع مجلس امنها الفرعي وغداة تأكيده ان الوضع الامني في عين الحلوة «مضبوط»، من جهة، وبعد ساعات على الانتكاسة الدراماتيكية التي شهدها ملف العسكريين الاسرى، من جهة اخرى، متخوفة ان يكون المقصود حرف الانظار عما يجري في ملفات اخرى في لعبة استخباراتية هدفها عودة العبث بأمن المخيم، في اطار سيناريو امني يرسم لعين الحلوة، على خلفية وجود المولوي وقبله الشيخ احمد الاسير وتحضيرهما لعمليات أمنية انطلاقا منه، منبهة من ان استمرار بث الشائعات يطرح أكثر من علامة استفهام عن المستفيد من انزلاق إلى أتون الصراعات المذهبية اللبنانية.
اذاً، ووفق هذه المعطيات، اين هو شادي المولوي؟ وكيف اختفى؟ ومن يحميه؟ المصادر المتابعة تتحدث عن عدة احتمالات في اطار تقاطع التحليلات والمعلومات المتوافرة لدى المعنيين، متحدثة عن صفقة رعتها دولة اقليمية ارتبط اسمها بملف عالق بحق المولوي، في خطوة مشابهة لتلك التي رافقت خروج الشيخ احمد الاسير وفضل شاكر من عبرا، في اطار توازنات معينة حتمتها الاحداث والتطورات، مشيرة الى ان المولوي ومنصور يعدان من قيادات الصف الثالث على صعيد الداخل اللبناني وان اوراقهما احترقت، مؤكدة ان فرضية المواجهة الحتمية مع القوى الامنية لن تكون بعيدة، في حال لم يتجاوب الثنائي مع المفاوضات والمساعي المستمرة لتسليم نفسيهما الى العدالة وفق «شروط خاصة» لم يتم التوصل الى اتفاق بشأنها، دون ان تنفي احتمال وجود المزيد من المماطلة على خط التفاوض والاخذ والرد الى توقيت زمني قد يكون مفتوحا على بعض الاحداث الامنية المصنفة ضمن فئة الاحداث العابرة او قليلة الارتدادات الامنية.
وتكشف المصادر ان المولوي ومنصور خرجا منفصلين كل منهما على رأس مجموعة من اربعة اشخاص غير معروفين لدى الاجهزة الامنية اثناء عملية اخلاء المدنيين بعدما قاموا بحلق شعرهم ولحاهم، عبر مجرى نهر ابو علي باتجاه المنية، مشيرة الى ان المولوي اصيب في رجله اثناء فراره مع مسلحين آخرين من محلة الزاهرية الى باب التبانة اضافة الى شخص من آل الحلاق، كما ان اسامة منصور يعاني من حروق متعددة اصيب بها بالخطأ اثناء اطلاقه قذيفة صاروخية خلال الاشتباكات التي دارت في الاسواق القديمة وقد جرى اخلاؤه الى باب التبانة عبر الزواريب الضيقة المعروفة بزقاق الجلاد امام مزار سيد يونس، وتتابع المعلومات ان الثنائي المولوي – منصور اقاما في منطقة المنكوبين لايام قبل ان ينتقلا الى احدى الشقق داخل طرابلس والعائدة لقريب احد السياسيين.
فهل تحول شادي المولوي الى شبح «تويتري»؟ ومن قاد العمليات العسكرية فعليا في طرابلس؟ وهل صحيح ان «النصرة» حاولت تصفيته؟