أين فلسطين يا سماحة السيّد؟
لفتني أمس أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله الذي تحدّث عن الخطر الاسرائيلي الذي لا يزال داهماً ويخطئ من يظن أنّ هذا الخطر قد زال، لذلك فمَن يطالبنا بنزع سلاح المقاومة فهذه مطالبة غير محقة.
كلام دقيق ومهم جداً ومحترم، اتفق مع سماحته على الخطر الاسرائيلي وأزيد عليه أنّ لبنان وبشكل خاص اللبنانيون يشكلون الخطر الأكبر على إسرائيل، والسبب أنّ اللبناني ناجح ومتفوّق في العالم، ولو أجرينا مقارنة بين اللبناني واليهودي لتبيّـن، بشكل أو بآخر، أنّ الشعب اللبناني هو الوحيد بين شعوب العالم القادر على منافسة اليهود.
وأضيف: في العالم 8 ملايين مهاجر لبناني على الأقل لا يزالون على تواصل مع الوطن، بينما العدد الحقيقي للمهاجرين هو 16 مليوناً، والأهم أنّ أكثر من أربعة ملايين لبناني مهاجر هم من الأثرياء… والدليل أنّ أكثر رجال العالم ثراء هو اللبناني كارلوس سليم (في المكسيك) وهو ملك الاتصالات في العالم.
ولكن يا سماحة السيّد ان الذي يظن أنّه يمكن الاستغناء عن سلاح الحزب ولا يزال الجيش الاسرائيلي على أرضنا فهو يرتكب خطأ كبيراً، من هنا فإنّ «إعلان بعبدا» الذي أتى نتيجة طاولة الحوار كخلاصة لاجتماعاتها، قد أوجد حلاً حقيقياً وطبيعياً لمسألة سلاح «حزب الله»، إذ يقول الإعلان بالحرص والحفاظ على سلاح الحزب من ضمن الدولة اللبنانية، فيكون مسلحو الحزب فرقة ذات خصوصية ولكن في إطار الجيش اللبناني.
لذلك كنا نتمنى بدلاً من أن يجيب النائب محمد رعد على «إعلان بعبدا» بقوله «انقعوه واشربوا مياهه»… وأنه لا يساوي الحبر والورق المكتوب عليه… كنا نتمنى أن يتحدث عنه بإيجابية.
أمّا قول سماحة السيّد بالنسبة الى فلسطين فلو سُئل سماحته ماذا يفعل «حزب الله» في سوريا، وهل أصبح الطريق الى فلسطين يمر في مقام السيدة زينب والقصير وحمص وحماة وحلب ودرعا؟!. وهل قتل الشعب السوري هو من أجل فلسطين؟ وهل الإعتداء على مخيم اليرموك وتهجير 200 ألف فلسطيني ولم يبقَ إلاّ 7 آلاف لم يستطيعوا أن يغادروا لأسباب صحية أو لانهم طاعنون في السن وبقوا تحت شبه حصار أمني وحتى غذائي… هل هذا من أجل فلسطين؟ فماذا يجيب سماحته؟
لست أدري كيف يستطيع سماحته المشاركة في هذه الظروف الحرجة في مؤتمر مخصّص للدفاع عن فلسطين؟