Site icon IMLebanon

وأين “الممانعون” الآخرون ؟

لا يحتاج كلام السيد حسن نصرالله الى مزيد من التباري بالتفسيرات وهو الذي تعمد هذه المرة، ولعله افضل ما فعل، ان يوضحها بالفم الملآن ان لا انتخابات رئاسية لا قريبا ولا بعد افق متوسط او بعيد. كما لا جدوى للغلو الفارغ في تبرير الانتظار من دون ان يكلف احد نفسه عبء كسر دوامة تعطيل “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” للانتخابات.

ومع انها ليست المناسبة الان لفتح هذا الملف فان ثمة شبهة متعاظمة في ان يكون “عصر” الفراغ الرئاسي من اكثر الحقبات خصوبة وإخصابا للفساد المستشري في معظم قطاعات الدولة المسترهنة للفراغ بحيث تتقاطع مصالح متعددة الاتجاهات في اطالة الفراغ.

ولكننا نتساءل الآن عن سائر القوى والكتل والنواب المستقلين الذين لا يزالون يتريثون في حسم كلمتهم من الترشيحات الرئاسية. لو كان الامر مناطا بالمعايير الديموقراطية المحترمة لكان الاحتفاظ بسرية الاقتراع من الحقوق المقدسة ولما تعين على احد اعلان “نواياه” مسبقا. اما وان الازمة تقترب من طي سنتها الثانية واستهلكت كل ما لا يخطر ببال وصارت المعادلة القسرية بفعل التعطيل من جهة والأخطاء التي مورست في مواجهته من جهة أخرى خيارا بين مرشحي ٨ آذار فلا نظن ان مضي الآخرين في التستر وراء الصمت سيكون الوسيلة المجدية لمواجهة قرار التعطيل الاستراتيجي لـ”حزب الله”.

ولا نرى تفسيرا منطقيا يحول دون خروج ” كتلة ثالثة ” لا تزال تمتلك رصيدا عدديا ومعنويا في احد اتجاهين لا مفر منهما: اما دعم احد المرشحين اللذين باتا عنوان معركة التنافس مما سيصعب كثيراً حينذاك على المعطلين المضي في تعطيلهم لان اكتمال لوحة الفرز علنا ستضع المعطلين اكثر فاكثر في خانة التشهير وتبعة تدمير النظام الدستوري على رغم كل الادعاءات والمزاعم المخالفة. واما فتح مسرب المرشح الثالث ايا تكن صعوبة شق هذا المسلك الذي يبدو حياله معظم القوى والنواب كأنهم باتوا في حكم الاستسلام لمنطق “تحظير” الخروج عن معادلة مرشحي ٨ آذار.

ولا نعتقد ان شيئا أسوأ من الاستسلام لقيود هذه المعادلة سيكون مفيدا للتعطيل في مرحلته “الطالعة” المقبلة التي تنبىء بأننا دخلنا في فلك الاجهاز الختامي على كل أمل في إنعاش البلاد والنظام والديموقراطية العليلة المشارفة الهلاك التام، لان احدا لا يمكنه الجزم بالمدى الزمني لاستمرار الازمة اذا انتصر نهج ربطها بالمسار السوري والاقليمي على ما يستبطنه موقف “حزب الله” بلا اي لبس. وسيكون مخيفا الا يجرؤ المتفلتون من قواعد المعادلة القسرية التي تحصر الترشيحات بمرشحي ٨ آذار على مجرد اعلان تمايزهم و” ممانعتهم ” لهذا القهر.