Site icon IMLebanon

أين أمن الياس المر؟

لم أعتد الكتابة عن أمور شخصية لأنني اعتبرت دوماً ان الصحافة والسياسة يجب الا تمتزجا بالمشاعر والتجارب والجروح الشخصية. لكن أتذكر هذه الحادثة وهذا النهار بعد 10 أعوام كي أسأل فقط: لماذا؟ ومن أجل ماذا؟ وماذا فعلتم أو فعلنا؟ منذ 10 سنوات سيطر علينا الخوف بعد محاولة اغتيال مروان حماده وكبر خوفنا على جبران من ان يكون دوره آتياً، لأننا كنا مدركين ان من عارضهم دوماً لن يسمحوا له بإكمال مسيرته، كما لم يسمحوا لغيره بإكمال مسيرة تغيير الواقع أو زرع روح جديدة ونهج متطور! وكنت اتصل يومياً بجبران لأقول له: ارجوك لا تعد الى لبنان أو لا تخرج من المنزل. لكن طبعاً لم يكترث لمخاوفنا جميعاً، نحن عائلته واصدقاءه! يوم 12 تموز سمعت من منزلي صوت انفجار وسارعت الى الاتصال بجبران فأجابني، وشكرت الله… وقلت له: الحمد لله. لقد سمعت صوت انفجار! فأجاب: دقائق وأتصل بك كي أرى اذا كان هناك انفجار فعلاً ومَن المستهدف، وأتمنى ان تكوني تتخيّلين لأنه طفح الكيل! فأقفلت الخط وأسرعت الى التلفاز ورأيت خبراً عاجلاً، وكأنني أراه أمامي الآن: انفجار استهدف موكب الوزير الياس المر. شعرت بأن الانفجارات تلاحقنا من كل الجهات وأن القدر لا يريد أن يرحمنا. أسرعت وأضأت شمعة وذهبت لأرى والدتي التي كانت في حالة يرثى لها، ثم ذهبت لأرى ما حصل وفي أي مستشفى يمكن أن أجد الياس المر ورفيقيه… وتوجهنا الى المستشفى. أول من التقيته كان جبران، وقال لي: لا تخافي إنه بخير، وأعطيته أيقونة للعذراء. ثم تحدث إلى الإعلام وسجلت المقابلة بهاتفي كي يطمئن الناس الى أنه بخير. والتقيت بيار الجميّل الذي مازحني وحاول أن يخفّف عنّي الهلع والخوف. ثم حضرت مي شدياق لتطمئن أيضاً، ويا لسخرية القدر. فبيار وجبران رحلا أما مي فنالت نصيبها من الإجرام والوحشية. ويومها من كان ليتصوّر أنه في الغرفة نفسها سيصيب الإرهاب كل هؤلاء الأشخاص من دون رحمة… وتقول يا ليتهم غادروا، فالمنفى أفضل لعائلاتهم من هذا المصير.

في أي حال في 12 تموز حاولوا اغتيال الياس المر الذي كان دائماً عنوانه الأمن والشرعية… والسؤال بعد 10 أعوام من التضحيات والخوف والحروب المتفرقة والانفجارات المختلفـــة أين نحن؟ أين أمــن الياس المـر واستقراره؟ أين أحلام بيــار؟ وأين مـواقـف جبــران؟ أيـن هــي الجمهوريــة؟ وأين هو التغيير؟ أين هـو الاقتصـاد؟ أين ذهبـت كل أحلامنا؟ أذهبت مع خيرة شبابنا؟ أخاف الإجابة عن هذه الأسئلة…