خطاب سماحة السيّد حسن نصرالله أمس تضمّن نقطاً نحن معه فيها، وسواها نختلف وإياه حولها.
ما من لبناني إلاّ يفرح بأنّ المقاومة استطاعت أن تطال أي عسكري صهيوني.
يهمنا، الى ذلك، ألاّ تكون أرضنا سائبة وسماؤنا سائبة تستبيحهما إسرائيل ساعة تشاء.
ولكن سماحته قال إنّه أسقط «قواعد الاشتباك» مع إسرائيل، لا يهمنا أي قواعد وأي لعبة وأي اشتباك، إنّـما هناك سؤال بسيط
في أيّ قرار يتخذه السيّد ألَيْس مفروضاً أن يكون حوله إجماع لبناني يعزز من مفعوله؟!.
وهل قرار الحرب والسلم مسؤول عنه حزب بعينه أم الإجماع اللبناني؟ وهل هناك شراكة في الوطن أم لا؟ وهل أنّ السلاح هو الذي يمكّن من التفرّد بالقرار حتى على هذا المستوى الوطني والاستراتيجي؟!
اللافت الزيارات المتكررة والمتعدّدة لمسؤولين إيرانيين: ما أن يودّع لبنان أحدهم حتى يطل الآخر…
حتى قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» صار يظهر علناً، بينما كان في السابق يأتي سراً.
ناهيك برئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الذي زارنا غير مرة في الفترة الأخيرة واليوم ومعه وفد كبير من المسؤولين البارزين.
والسؤال: أين سيادة لبنان؟
وهل أنّ لبنان مطّلع سلفاً على هذه الزيارات أم أنّها تأتي على قاعدة الأمر الواقع»؟
على حد علمنا أنّ «حزب الله» توجّه الى سوريا دفاعاً عن المقدسات والمقامات الدينية… فأين أصبحنا؟ فلقد توسّع الإنخراط، وتجاوز العاصمة السورية ومنطقتها والضواحي أيضاً، وها هو يستقر في الجولان أيضاً…
وقياساً على هذين التمدّد والتوسّع يصح السؤال: الى أين، من بعد؟
وطبعاً هذا السؤال المضمر لم يرد عليه سماحة السيّد في خطابه أمس.