IMLebanon

أين الاستراتيجية الكاملة  لمحاربة داعش والارهاب ؟

الحكام العرب متفائلون، وإن سقط النظام العربي في أكبر تراجيديا دموية. وليسوا مستعجلين، وإن تسارعت التطورات الدراماتيكية في اعادة بناء نظام أمني اقليمي تمسك به ايران وتركيا واسرائيل وتديره أميركا وروسيا. فهم سموا قمة الغياب واللاشيء في خيمة نواكشوط قمة الأمل. ولم تمنعهم حرب اليمن الطاحنة من أن يقرروا عقد القمة المقبلة هناك على أمل أن تعود الرئاسة اليمنية من الرياض الى صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح ويواجهون عاصفة الحزم التي صار اسمها إعادة الأمل. وهم، بعد كل ما فعله داعش وبقية التنظيمات السلفية الجهادية الارهابية من اقامة خلافة وإمارات على مساحات من العراق وسوريا والقيام بعمليات ارهابية في لبنان والسعودية ومصر وتركيا وأوروبا، يكتشفون في قمة نواكشوط الحاجة الى استراتيجية عربية لمواجهة الارهاب.

لكن الحاجة الى استراتيجية لمحاربة الارهاب ليست مقتصرة على العرب، ولا مطلوبة منهم وحدهم. فضلاً عن انهم يراهنون بشكل كبير على القوى الدولية. فالحرب على الارهاب ضمن تحالف دولي بقيادة أميركا وتحالف خماسي بقيادة روسيا وتحالف اسلامي بقيادة السعودية تدور وتدار من دون استراتيجية كاملة. لا فقط في مواجهة داعش والنصرة وبقية التنظيمات التي تسيطر على أراضٍ ومدن في العراق وسوريا وليبيا وسيناء بل أيضاً في مواجهة ما تقوم به هذه التنظيمات في كل مكان. وها هو داعش يضرب من جديد في فرنسا وألمانيا، بما يكشف وجود ثغرات في العمل الأمني ومصاعب في بناء استراتيجيات ناجحة في الأمن الوقائي ضد الخلايا الارهابية المنظمة والذئاب المنفردة. وها هو مدير الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان يطالب ب الإسراع في الاعتراف بأن هناك طريقاً واحداً لمواجهة خطر الارهاب هو تدمير داعش لضمان أمن أمتنا.

ذلك ان العمليات الارهابية في فرنسا وألمانيا تكاد تصبح حدثاً يومياً يثير الخوف والغضب. وليس من الضروري أن يكون مرتكب جريمة انسباخ في ألمانيا ومرتكبا جريمة الرهائن في كنيسة في شمال فرنسا يحملون بطاقات الانتساب الى داعش لكي يسميهم التنطيم جند الخلافة. فهم وسواهم في مناخ الدعوة الى مقاتلة الكفار الى يوم القيامة. ولدى داعش استراتيجية للحرب على فرنسا وألمانيا وكل الدول التي تقصف دولة الخلافة.

ولا أحد يعرف متى تنجح حرب التحالفات الثلاثة في انهاء دولة الخلافة الداعشية. لكن الكل يعرف أن الجبهة الأمنية ضد الارهاب ستصبح على امتداد العالم. أما الدور المهم والحساس على الجبهة الايديولوجية، فانه للعرب والمسلمين الذين يجب أن يربحوا حرب التفكير ضد التكفير.