في الوقت الذي يتحدثون فيه عن فلسطين وعن القدس وعن الضفة الغربية يبدو أنّ الجولان طار.
كيف؟ بكل بساطة بسبب ان الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم تنجب الامهات مثيلاً له مشغول من رأسه حتى اخمص قدميه بقتل شعبه.
لماذا؟
لأنهم يطالبونه بالتغيير، يطالبونه بالانتخابات النيابية الحرة، وليس مثل الانتخابات التي أجريت بالامس غير آخذ في الاعتبار أنّ سوريا تعيش منذ خمس سنوات حرباً أهلية لم يعرف العالم مثيلاً لها.
والرئيس الديموقراطي الحر المتزوّج من البريطانية السيدة أسماء التي ولدت في لندن وتعلمت في لندن وترعرعت في لندن، أجرى انتخابات على ذوقه معلّبة مفبركة والطائرات الحربية السورية التي دفع الشعب السوري ثمنها ترمي البراميل المتفجرة على هذا الشعب لأنه يطالب بحرّيته وديموقراطيته.
أما الإيرانيون الذين أنشأوا «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني بقيادة اللواء قاسم سليماني فيبدو أنّ هذا الفيلق هو أيضاً مشغول بقتل الشعب السوري ولم يكتفِ بذلك بل استعان بـ»حزب الله» اللبناني و»حزب الله» العراقي والميليشيات الشيعية العراقية… كلهم اجتمعوا مع بعضهم البعض. لماذا؟ فقط لأنّ الشعب السوري يطالب بالحرية والانتخابات النزيهة.
أمّا ماذا عن فلسطين فغير مهم الآن، يمكن في ما بعد! ولكن يا جماعة، قاسم سليماني ذهب الى موسكو وحصل على أسلحة جديدة مهمة وخطيرة جداً، وفي هذا الوقت بالذات أعلن رئيس وزراء العدو الاسرائيلي عن انعقاد مجلس الوزراء الاسرائيلي في الجولان.
الاخطر اقليمياً اعلان تل ابيب عن مناورات عسكرية هناك بعد جلسة حكومية وتأكيد نتانياهو ترسيخ السيطرة على الجولان المحتل الى ابد الآبدين.
النظام السوري ليس بحاجة الى الجولان فهو مشغول بقتل شعبه فلماذا يرجعها؟! لم يجد النظام السوري الوقت للمطالبة باستعادة الجولان مكتفياً بالقرارات الدولية… وكما قال وليد المعلم وزير خارجية سوريا الذي لم يسجل التاريخ مثيلاً له في السياسة والفكاهة حتى أنه تفوّق على محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي أيام صدّام حسين وعلى «إنجازاته» في الحرب الاميركية على العراق حتى جعلنا نترحم على «العلوج».
النظام السوري والمقاومة اللبنانية »الباسلة« التي أخرجت إسرائيل من لبنان والتي تقول إنّ إسرائيل تخاف منها، وأنّ الصواريخ التي تهدّد إسرائيل وتحديداً حيفا والمفاعل النووي الاسرائيلي… هل أنّ الجولان وفلسطين غير مهمتين بالنسبة إليهما؟
يبدو ان المهم هو بقاء بشار الأسد على كرسي الرئاسة السورية لأنه رمز للمقاومة وللممانعة…
عن أية مقاومة يتحدثون؟ لا أحد يعلم!
وعن أية ممانعة يتحدثون؟ لا أحد يعلم!
المهم فقط أن يبقى النظام العلوي الذي هو تنفيذ لمشروع ولاية الفقيه بالنسبة للهلال الشيعي.
أما فلسطين فلا مشكلة!
وأما الجولان فأيضاً لا مشكلة!
المهم أن يبقى مشروع ولاية الفقيه والتشيّع وتنفيذ أهم مشروع لتقسيم المسلمين… ذلك أنّ الفتنة بين المسلمين أهم بكثير!