IMLebanon

أين رئاسة لبنان  من حرب سوريا ؟

كما في لبنان كذلك في المنطقة: تسليم من دون نقاش في العمق بالترابط الوثيق بين الأحداث الدائرة في أكثر من بلد. والانطباع السائد أن حرب سوريا هي مركز الأحداث الدراماتيكية في أكبر صراع جيوسياسي مصحوب باعتبارات جيواستراتيجية، ومضروب بطابع مذهبي، ومحكوم بأدوار التنظيمات الارهابية وحسابات محاربة الإرهاب. واذا لم تكن بالنسبة الى المندفعين فيها فرصة لاعادة رسم النظام الاقليمي والأدوار في النظام العالمي، فإنها تكرس معادلة قوامها ان الصورة التي ينتهي اليها الوضع السوري ستتبدل معها وبتأثيرها صورة الأوضاع في بلدان المنطقة. لكن الجانب الآخر من الصورة هو أن مجريات الحرب وحسابات القوى الاقليمية والدولية المنخرطة فيها مرشحة لإعادة تشكيل الوضع السوري. فلا أحد ينخرط في حرب تدور في بلد آخر وتُدار في أكثر من عاصمة إن لم يكن حريصاً على حصة له بعد الحرب. ولا فرق، سواء كانت الحصة اقتصادية أو سياسية أو عسكرية.

قبل مدة قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن من يريد أن يقرر مصير لبنان يجب أن يكون حاضراً في تقرير مصير المنطقة. واليوم مصير دول المنطقة يوضع في المنطقة بل ان مصير العالم يُصنع في المنطقة. ومن الصعب شرح الأسباب التي قادت حزب الله الى المشاركة في حرب سوريا الى جانب النظام بما هو أشد وضوحاً من ذلك. فالمحور الذي تقوده ايران ويتحدث عن حرب كونية على مشروعه، يراهن على دوره في تقرير مصير لبنان والمنطقة. وهو يلاحظ أن دور القوى الاقليمية يكبر مع تعب الدول الكبرى من أدوارها، ويتكل، الى جانب قوته، على نجدة من مصدرين: أولهما الدخول العسكري الروسي المباشر في الحرب. وثانيهما شبه الانسحاب الأميركي من المنطقة، وسط التفاهم مع روسيا على ادارة اللعبة في سوريا والرغبة في التفاهم مع ايران على القضايا الاقليمية بعد الاتفاق النووي.

والسؤال هو: لماذا نربط الاستحقاق الرئاسي بالتطورات في سوريا؟ هل الشغور الرئاسي من الضرورات التي يتطلبها توسيع الانخراط في الحرب؟ وهل نحن مجرد دمى في حراسة الفراغ ما دام الصراع محتدماً بين طهران والرياض؟

لا مهرب من ربط الأزمة في لبنان بالأزمة في سوريا. لكن ما يطالب به الجميع في الخطاب، بصرف النظر عما في المواقف العملية، هو انتخاب رئيس للجمهورية وليس حل الأزمة في لبنان. رئيس يعيد تحريك آلة العمل في الدولة، على أمل أن نمسك بمصير لبنان، فلا يبقى على هامش المتغيرات أو جائزة ترضية في تقرير المصائر. –