IMLebanon

أين سيادة سوريا يا…

خطاب السيّد حسن نصرالله الأخير الذي قال فيه إنّه سيدافع عن سوريا إذا اعتدت إسرائيل عليها يترك علامات استفهام بارزة:

ماذا يعني أنّه يريد أن يحارب دفاعاً عن سوريا؟ وهل هذا الموقف هو لمصلحة سوريا؟

والسؤال الأهم: أين سيادة سوريا؟!.

وكيف يقبل رئيس النظام السوري هذا الكلام؟ وبالمطلق كيف يمكن لرئيس الدولة السورية أن يقبل من أي فريق سياسي أو حزبي أو عسكري أو أي مقاومة في العالم غير سورية الادلاء بهكذا كلام؟

هذا من حيث المبدأ.

ولو سلمنا جدلاً بأنّ هناك نيّة حسنة في هذا الطرح، نعود الى السؤال الآخر:

هل أنّ سماحة السيّد حسن نصرالله هو صاحب قرار الحرب والسلم في «حزب الله» أم أنّ صاحب القرار هو قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني وهو أحد قادة الحرس الثوري الإيراني؟

ولو عدنا الى حرب 2006 وكما هو معلوم فإنّ السيّد حسن نصرالله لم يعلم بعملية خطف الجنديين الاسرائيليين إلاّ بعد العملية بأربع ساعات، بمعنى آخر انّ قرار الخطف كان من الحرس الثوري الإيراني وتحديداً من اللواء قاسم سليماني الذي هو اليوم القائد الفعلي للميليشيات الشيعية العراقية التي تقاتل في سوريا، وهو أيضاً صاحب القرار بذهاب «حزب الله» الى سوريا، وهو أيضاً وأيضاً يحكم العراق ويستولي يومياً ومنذ حكومة نوري المالكي على 200 ألف برميل نفط يومياً أي ما يعادل 6 مليارات دولار سنوياً.

وباستعادة لحديث السيّد حسن نصرالله فقد قال العبارة الشهيرة «لو كنت أدري»، دليلاً على عدم معرفته سلفاً بقرار الخطف.

ولو عدنا بالذاكرة الى أيام الرئيس حافظ الأسد عندما طلب السيّد حسن نصرالله مقابلته، فحددها له بعد شهرين وأبقاه ينتظر عند مدير مكتبه في ذلك الوقت 4 ساعات قبل أن يستقبله.

وحافظ الأسد رفض العرض الإيراني ببناء مفاعل نووي في سوريا، قائلاً: إنّ نظامي لا يتحمّل هذا المشروع. أمّا بشار فوافق في العام 2003 عندما عُرض هذا المشروع عليه.

وكان حافظ الأسد يمثل التوازن في المنطقة بين واشنطن وموسكو، وبين الرياض وطهران، وكان الحاكم الأوّل والأخير لـ»حزب الله»، والجميع يتذكر حادثة ثكنة فتح الله في البسطا وحادثة جسر طريق المطار(…).

أمّا اليوم، وبسبب غباء رئيس النظام السوري الذي سلم سوريا الى الحرس الثوري الإيراني، وتحديداً الى قاسم سليماني، وقطع علاقته مع أميركا، كما قطع علاقته مع المملكة العربية السعودية بالرغم من كل العطاءات التي قدّمها له الملك عبدالله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، وبالرغم من إكراه الرئيس سعد الحريري على المصالحة مع رئيس النظام السوري، ويعرف سعد بأنّ هذا النظام مشترك في قتل والده الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري… وبالرغم من العطاءات المالية السخية وكان آخرها بعد انطلاق الثورة السورية، وكان بشار يقول للأمير عبد العزيز بن عبدالله إنّ الأمور جيّدة وأنّ هذه التظاهرات غير مهمّة وهي مؤامرة خارجية(…).

ولكن عندما شاهد الملك عبدالله عبر شاشة التلفزيون مدافع ودبابات النظام السوري تقصف الجوامع وتقتل الشعب السوري، يومها بالذات أي بعد انطلاق الثورة بخمسة أشهر، قرّر خادم الحرمين الشريفين أن يقطع علاقته بالنظام بعدما كان الامير عبد العزيز قد سلّم هذا النظام 500 مليون دولار «كاش».

أخيراً،: إنّ الذي يتخلّى عن سيادة بلاده لا يمكن أن يكون عنده أي إحساس بالكرامة والعزة.

والذي يقبل بكلام مثل الذي أدلى به السيّد حسن نصرالله أو أي شخص يكون قد استقال من السيادة والكرامة ولا يستحق أن يكون ناطوراً، فكيف به إذا سمّى نفسه رئيساً!