IMLebanon

أين الجيش السوري؟!

ما يجري في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات، وما يقوم به النظام من خلال الجيش يدفع الى التساؤل: هل هذا هو الجيش العربي السوري الحقيقي أم أنّ هذا جيش العلويين؟!

المعلومات كلها تفيد بأنّ القيادات العسكرية السنية جرت تنحيتها، وهي لا تملك أي قرار على صعيد الألوية وعلى صعيد الفروع وكذلك على صعيد الأسلحة.

هذا في الجيش، أما في المخابرات فأكثر من 80% منها علويون، وبعض المسيحيين والاسماعيليين.

في الجيش السوري قسمان: الجيش والحرس الجمهوري الذي هو فرقة من الجيش وكان في الأساس «سرايا الدفاع» التي أسسها رفعت الأسد وكانت مهمته الأساسية الدفاع عن النظام ضد أي تطوّر أو إنقلاب، أسسه رفعت بالمشاركة مع عدنان مخلوف وعبدالله زيدان… وبعدما أجبر رفعت على المغادرة في عام 1984 الى موسكو ثم الى أوروبا وقيل إنه أخذ معه 4 مليارات دولار… فصارت سرايا الدفاع «الحرس الجمهوري» وتسلم قيادتها اللواء علي مخلوف قريب زوجة حافظ الأسد ومن عائلتها.

ولما بدأ حافظ الأسد يهيّىء باسل جرى تحويل سرايا الدفاع الى الحرس الجمهوري، طبعاً، تدريجياً أخذ باسل يتسلم قيادة هذا الحرس الفعلية مع عدنان مخلوف الذي كان يدرّبه ويسلحه.

في العام 1994 توفي باسل في حادث السيّارة المعروف وكان بشار في بريطانيا يدرس الانكليزية ليتحضر للدخول الى الجامعة حيث سيدرس طب العيون، وقبل دخوله اضطر للرجوع الى دمشق، وباشر دورات عسكرية، وتسلم الحرس، فيما كان شقيقه الأصغر ماهر الاسد الرابع بعد بشرى وباسل وبشار، ويليه مجد الذي توفي لاحقاً بسبب المرض.

تميّز عهد حافظ الأسد بالإستقرار، وميّز قادة العسكر بإغراءات كالسيارات والبيوت والقصور لبعضهم، وكان «يكمش» الجيش بثلاث طرائق:

– المخابرات العسكرية،

– قادة الفرق،

– وسرايا الدفاع (الحرس الجمهوري)،

من هنا كان الإستقرار ثابتاً ولا مخاوف من الانقلابات التي كانت سوريا مشهورة بها قبل تسلم حافظ الاسد مقاليد الحكم… وكان حافظ الاسد وزيراً للدفاع وقائداً للجيش في الستينات،  فعزز الوجود العلوي في الجيش… ومن خلال الجيش أحكم قبضته على سوريا وأمّن لها استقراراً مشهوداً.

ولا ننسى أنّ حرب 1973 أعطت الرئيس حافظ الأسد وجهاً عربياً قومياً جديداً: إنّه يحارب إسرائيل… ومعروف أنّ فلسطين هي القضية المركزية.. وكان الأسد الأب حريصاً على أطيب العلاقات مع السعودية، في وقت بنى علاقات جيدة مع الأميركيين ومع السوڤيات في ان معاً.

ونتذكر أنّه في العام 1990 عندما اجتاح صدّام حسين الكويت أوفد فرقة رمزية للمشاركة في التحالف الدولي لتحرير الكويت، ما أعطاه رصيداً كبيراً امتد الى إطلاق يده في حكم لبنان…

ونعود الى بشار عندما تسلم: كانت هناك قواعد ثابتة… ولكنه خسر السعودية إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

والذين يتحدثون عن صمود الجيش السوري… يؤسفنا أن نسأل اليوم: أين هو الجيش السوري؟ أين كان وأين أضحى؟ وماذا بقي منه؟ وأي دور صار دوره؟

ومنذ بداية ظهور «القاعدة» في العراق قبل العام 2003 عندما جاء صدّام حسين بأبو مصعب الزرقاوي، الرجل الثاني في «القاعدة»، ليخيف به الاميركي… وبعد الغزو هرب الزرقاوي الى سوريا مع آخرين من «القاعدة»، وبقي قسم في العراق، والذين توجهوا الى سوريا كان بشار يوجههم بالسيارات المفخخة الى بغداد بدعوى محاربة الاميركيين في العراق.

والثورة السورية التي انطلقت سلمية على امتداد ستة أشهر قبل أكثر من أربع سنوات حاول بشار قمعها بالطائرات والدبابات والصواريخ… وهو اطلق كوادر «القاعدة» من سجونه ليزعم أنّه يحارب الارهاب.

فمن الظلم الإدعاء بأنّ هذا الجيش الموجود اليوم في سوريا هو الجيش السوري… إنّه فقط جيش النظام العلوي… علماً أنّ بشار جاء بالشيعة المتطرفين من إيران والعراق و»حزب الله» الذين أضحوا هم جيش النظام أما الجيش السوري الحقيقي فليس هذا الذي يقتل شعبه، والتكفيريون بشار هو أيضاً سبب مجيئهم وتناميهم.

وفعلاً لو كان هناك جيش وطني حقيقي لكان انقلب على بشار وأطاحه، ولم يكن ليقتل شعبه.