Site icon IMLebanon

الى أين نخرج  من ستاتيكو المآزق ؟

 

لبنان محكوم بالعيش في أخطر ستاتيكو الى أمد غير محدد. ستاتيكو قائم على سلسلة من المآزق، وسط ما نعرفه وما نجهله من الأخطار، وما نراه من حرص حراس الأزمة على إغلاق ما يبدو نافذة فرصة. مأزق سياسي يكاد يصبح مأزقاً وجودياً. مأزق مالي واقتصادي لا يرحم اللبنانيين فيه أصحاب الحسابات الجيوسياسية في الداخل والخارج، ولا نشفق نحن على أنفسنا. مأزق في علاقات لبنان العربية والاقليمية. ومأزق ثقافي لجهة الانحدار نحو أخطر أنواع العصبيات وأكثرها ضيقاً، بعدما كان لبنان الرائد في الانفتاح وتثقيف نفسه وأشقائه بالحداثة.

والأفظع هو أننا لا نعرف الى أي وضع سنخرج وأي تغيير سنضع أو سيتم فرضه علينا عندما تدق ساعة الخروج من الستاتيكو. وهذا ما نسميه الاستقرار الهش، تحت مظلة دولية لمنع الانهيار الكامل حرصاً على خدمات يقدمها لبنان لأكثر من طرف في ظل الاضطرابات والحروب من حولنا. ولا فائدة من الدعوات اليومية في الداخل والخارج الى تحسين ظروف العيش في الستاتيكو. فما يتيحه لنا المتحكمون باللعبة هو الانتظار. انتظار ما تنتهي اليه حرب سوريا من سيناريوهات تتعلق بمصيرها ومصير لبنان وسواه من دول الجوار.

انتظار ما تفعله حرب اقليمية ودولية على داعش وبقية التنظيمات الارهابية في سوريا والعراق وصولاً الى اليمن وليبيا، لا أحد يعرف متى تنتهي وكيف. وانتظار فتح الأبواب المغلقة بين السعودية وايران، ونهاية المسار الطويل المنعقد للتفاهم الأميركي – الروسي على التسوية في سوريا وايجاد مخرج للمأزق في أوكرانيا.

والمسألة ليست فقط السجال حول المسؤولية عن منع الخروج من الستاتيكو بل أيضاً الامتناع حتى في الحوار عن الوصول الى أي مكان. فالعجز عن كل شيء صار نوعاً من المعجزة. بلد بلا رئيس منذ نحو سنتين، وبلا موازنة منذ عشر سنين. حكومة مشلولة. مجلس نيابي ممدد له ومعطل، حيث لا انتخاب رئيس ولا تشريع. دين عام يرتفع في اقتصاد يتلقى الضربات. هجرة وبطالة. فضائح بلا مسؤولين عنها. مافيات محمية ومافيات حامية. وأمراء طوائف رابحون في بلد خاسر.

وما نكاد ننساه ليس فقط الدولة والدستور بل أيضاً فكرة الدولة والدستور والاستحقاقات. فعلى مسافة شهر من بدء الانتخابات البلدية تستمر الشكوك في اجرائها. ولم يعد ذلك غريباً ما دامت الثقة بالمسؤولين معدومة. اذ بدل الثبات قولاً وفعلاً على انه لا شيء يمنع اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية والبلدية في مواعيدها، تدور الأحاديث على تصور كل شيء وأي شيء يحول دون اجرائها.

ولا جدوى من الجدل حول من يحمل مفتاح التسويات، لأن الارتباط كامل بين الداخل والخارج.