Site icon IMLebanon

أين نقاط الضعف في مواقف المعترضين ؟ مواجهة ترشيح فرنجيه تفترض وحدة خيارات

على رغم الجدية التي تتسم بها معارضة الافرقاء المسيحيين الاساسيين لترشيح النائب سليمان فرنجيه للرئاسة الاولى والتي لا يستهان بها في سياق لجم القدرة على الدفع نحو اجراء انتخابات رئاسية قريبا، يكشف فتح الاوراق بين هؤلاء الافرقاء وكيل الاتهامات الشخصية لبعضهم وراء الكواليس عن اسباب غير مقنعة على نحو كاف من اجل تسويق اعتراضهم على دعم فرنجيه لدى الخارج. فهذا الخارج يغطي وصول فرنجيه حتى لو كانت هذه التغطية من باب الرغبة في الا يستمر لبنان يشكل وجعا للرأس تحت وطأة المخاوف على استقراره وانهياره تحت وطأة دفق اللاجئين او نتيجة تحلل مؤسساته الدستورية. وهو الامر الذي لم ينطبق على الجنرال ميشال عون حين برزت فرصته قبل ما يزيد على السنة من دون ان يحظى بالتوافق الداخلي حوله. وما لم يصدر موقف مسيحي واحد يبرر المعارضة بواقعية واقناع او يحدد مطالبها بلغة موحدة كالحصول على قانون انتخاب متفق عليه في ما بينها، فان هذه المعارضة قد تنجح في عرقلة وصول فرنجيه بعض الوقت لا أكثر.

فاعتراض التيار الوطني شبه محصور بالتساؤل عن سبب دعم فرنجيه وليس عون ما دام الحظر قد كسر على مرشح من قوى 8 آذار باعتباره الأحق سياسيا والاكثر تمثيلا شعبيا. فيما لا يقف الخارج تحديدا عند مطلب تلبية رغبة شخصية ما دام المنطلق تأمين انتخاب رئيس يرضي ” حزب الله” ويطمئنه، وهو التنازل الاساسي والكبير جدا الذي قدمه الرئيس سعد الحريري في مقابل تنازل شكلي الى حد كبير مطلوب من ” حزب الله” اي عدم ايصال المرشح الذي دعمه ولا يزال اي العماد عون، الذي تتم التضحية به من اجل تسوية يتنازل فيها فريق 14 آذار بنسبة كبيرة جدا. و” حزب الله” يدرك ذلك كما يدرك ان دعم ترشيح فرنجيه هو خيار لا يمكنه رفضه تحت اي ظرف فيما تقع عليه مهمة اقناع حليفه العوني بالتنازل الذي يتعين عليه ان يقدمه. ويخسر عون ازاء المنطق الخارجي لعدم امتلاكه ذرائع جدية باعتباره وفرنجيه من محور سياسي واحد مع فارق عامل العمرعلى رغم عدم اثارته في الداخل الى حد كبير الى درجة اعتباره عاملا مقررا. لكن حين اجرى زعيم التيار تعيينات داخل تياره مرتبا خلافته للوزير جبران باسيل في رئاسة التيار، اعطى مؤشرات عن رغبة في مواصلة زعامة فخرية انطلاقا من الاعتبارات التي حتمت عليه تأمين هذا الانتقال. فما ينطبق على رئاسة حزب يفترض مراقبون انه ينسحب على رئاسة الدولة وهي اهم بكثير من رئاسة التيار. اما ما يثار من ترتيب فرنجيه لمفاوضات من خلف ظهر حليفه، فهي مناوشات سياسية يرد عليها محيط فرنجيه بالتأكيد ان الوزير باسيل اعتمد الاسلوب نفسه لدى التحضير لمحاولة انتخاب العماد عون حين عقد لقاءات مع الرئيس الحريري في باريس ولم يكن سيتوقف عند ترشيحه من الرئيس الحريري وليس من القوى المسيحية، كما يتم التذرع راهنا، لو نجحت المفاوضات النهائية وادت الى انتخاب عون.

يمتلك الدكتور سمير جعجع في المقابل ذرائع سياسية اقوى انطلاقا من ان فرنجيه هو من خط سياسي مناقض للخط الذي ينتمي اليه رئيس حزب القوات اللبنانية. وحين سيعترض جعجع على دعم عون للرئاسة لاسباب سياسية معلنة (على رغم ان هناك اسبابا شخصية ايضا) لا يتوقع ان يدعم فرنجيه للاسباب المعلنة نفسها والعكس صحيح بالنسبة الى العودة الى احتمال لجوء جعجع الى دعم ترشيح عون في وجه ترشيح الحريري لفرنجيه علما ان محيط فرنجيه يكشف حوارا قام بين القوات والمردة قبل سنة تقريبا تناول من ضمن مجموعة امور احتمال وصول فرنجيه وطبيعة الضمانات التي يمكن ان يقدمها الاخير الى القوات في حال وصوله الى الرئاسة. فيما يرى هذا المحيط ان مشكلة جعجع هي مع الرئيس الحريري تحديدا في صراع لا يخفى وفق هؤلاء على صاحب كلمة السر السعودية من بينهما استنادا الى الحفاوة التي حظي بها جعجع في زياراته الاخيرة للرياض ومنافسته الحريري في السعودية نفسها. وهذا لا يعني ان ليس هناك مشكلة جدية لجعجع بوصول فرنجيه في الوقت الذي يشهد تاريخ منطقة الشمال على التنافس السياسي الحاد وربما اكثر بين زغرتا وبشري، لكنه وعلى غرار عون فان امام خيارات التصعيد من دون بدائل او افق حل مختلف عوائق كثيرة شأنه شأن العماد عون لجهة موازنة تحالفاته ومصيرها ليس للغد فحسب بل وصولا الى الانتخابات النيابية المقبلة.

الا ان تزايد العصب المسيحي المعارض لاسباب موضوعية وواقعية تتعلق بالخيارات السياسية كان ليكون مؤثرا اكبر وربما ينجح في اعتراض وصول فرنجيه. لكنه امر غير محتمل حصوله بين عون وجعجع وحزب الكتائب الذي له تحفظاته ايضا على هذا الصعيد. لكن العقبة الاساسية ليست الخيارات السياسية لفرنجيه وتاليا ليس اعتراض القوات والكتائب بمقدار ما ان العقبة هو عون بحيث استمهل ” حزب الله” فرنجيه طالبا المزيد من الوقت من اجل تذليلها