لفت نظري تصريح الرئيس سعد الحريري الذي قال فيه إنّ حصار «عرسال» والإنتقام منها خدمة تقدم للخاطفين، ولا نريد جولة جديدة من التشنّج ما يخالف المساعي القائمة لضبط أسباب الإحتقان.
توقفت طويلاً عند هذا التصريح خصوصاً أنّ المزاج الشعبي هو مع أهل عرسال ومع أهل طرابلس وضد الدولة التي لا تكون عادلة في بعض الأحيان لأنها تنظر الى الأمور بمنظارين.
الجميع يعلم أنّ سلاح «حزب الله» يسرح ويمرح في الضاحية وفي لبنان كله بذريعة أنّه سلاح الدفاع عن لبنان أمام العدو الاسرائيلي.
والجميع يعلم أنّه في العام 2000، تحقق إنجاز التحرير المجيد الذي لا بد من شكر «حزب الله» عليه والإقرار بهذا الفضل الذي لا يمكن أن ينساه أي لبناني…
ولكن خطف جنديين إسرائيليين في الـ2006 بهدف تحرير الأسرى كان عملاً ضد مصلحة كل لبنان علماً أنّ «النصر الإلهي» الذي يدعونه كلف لبنان 5000 قتيل وجريح و15 مليار دولار ديناً على اللبنانيين جميعاً.
ويتذكر الجميع قول الامين العام لـ»حزب الله»: «لو كنت أدري»… وللتذكير أيضاً لم يعلم سماحته بعملية الخطف إلاّ بعد (4) ساعات على حدوثها.
الأهم هو قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 الذي بموجبه أبعد سلاح «حزب الله» عن إسرائيل لمسافة 60 كيلومتراً أي من جنوب الليطاني الى شماله… بالله عليكم هذا ما حققه «النصر الإلهي» الذي يتفاخرون به والذي أصبحت بندقية المقاومة بعده لاحتلال بيروت وارتكاب الأخطاء المميتة في حق الشركاء في الوطن.
لا تنحصر القصة هنا بل هي أبعد من ذلك، فها هو «»حزب الله» في سوريا ليدافع كما يقول عن الأماكن المقدسة، لا نعلم أنّ سلاحاً يكون لمقاومة العدو الاسرائيلي يصبح للدفاع عن الأماكن الدينية في سوريا، هل هذا مقبول ومعقول؟
لم تقف القصة عند هذا الحدّ بل تمدّد السلاح الى العراق وإلى اليمن وإلى البحرين وأصبح سلاح «حزب الله» وقضية «حزب الله» لتنفيذ مخطط ولاية الفقيه، وأصبح «حزب الله» لعبة بيد قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الذي يسرق يومياً 200 ألف برميل من النفط العراقي بالتواطؤ مع رئيس الحكومة العراقي السابق نوري المالكي الذي يموّل عمليات إرهابية لمصلحة النظام الايراني وولاية الفقيه، لأنّ المشروع هو أن تكون إيران دولة عظمى.
لقد دخل لبنان في يومه الـ201 من دون رئيس للجمهورية لأنّ إيران لا تريد أن يكون للبنان رئيس!
ولولا أنّ الرئيس الحريري ضحّى وقَبِل أن يجلس مع «حزب الله» الى طاولة الحكومة قبل انسحابه من سوريا وسلاح «حزب الله» و»إعلان بعبدا» لبقي لبنان من دون حكومة بعدما عرقلها «حزب الله» مختبئاً وراء ميشال عون ومطالبه المستحيلة ما عطل التأليف تسعة أشهر.
وها هو التاريخ يعيد نفسه 201: يوم ولبنان من دون رئيس والسبب أنّ ميشال عون يريد أن يكون رئيساً ولا يمكن البحث عن أي رئيس إلاّ مع ميشال عون!
أخيراً، وعلى الرغم من معرفة الرئيس الحريري بأنّ قرار الاتفاق مع «حزب الله» غير مقبول شعبياً وهناك معارضة صامتة له من جميع فئات الشعب ولكن القائد عندما يتخذ قراراً يعلم مسبقاً أنّ ما يفعله هو لمصلحة الوطن التي هي أهم من مصلحة الطائفة.
ختاماً… أتمنى أن يتجاوب الطرف الآخر مع مبادرة الرئيس سعد الحريري لأنّ البديل هو تخريب لبنان!