حوار «المستقبل» – «حزب الله» يتابع البحث في خطوات تنفيس الإحتقان
أيهما يسبق الثاني: إزالة الشعارات الحزبية أم إلغاء «السرايات»؟
يحرص «تيار المستقبل» و«حزب الله» على الاستمرار في الحوار باعتباره حاجة للطرفين وللبلد لحمايته من الحرائق المشتعلة حوله ولتأمين مظلة أمان تحصن الجبهة الداخلية وتبقي قنوات التواصل قائمة بين الأطراف السياسية في «8 و14 آذار»، ولهذا أكد المتحاورون في جلسات الحوار الأربع التي عقدت حتى الآن، على أهمية التلاقي لنزع فتائل التوتير الطائفي والمذهبي وتخفيف التشنج القائم، انطلاقاً من شعور الجانبين بخطورة المرحلة التي يمر بها البلد وما يقتضيه ذلك من إزالة أسباب الانقسامات الداخلية وفتح صفحة جديدة تأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان وشعبه في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تتطلب أعلى درجات الوحدة والتضامن.
واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ «اللواء»، فإن جلسة الحوار الرابعة كانت استكمالاً للجلسات السابقة، حيث كان تأكيد من جانب الطرفين المتحاورين على السعي من أجل ترسيخ دعائم الاستقرار الأمني في المناطق اللبنانية انطلاقاً من بيروت، حيث طالب وفد «المستقبل» بالتزام «حزب الله» بما تعهد به على صعيد إزالة كل المظاهر الحزبية والشعارات وتوفير كل الدعم المطلوب للجيش والقوى الأمنية في أداء مهامهما من أجل طمأنة المواطنين وتثبيت ركائز الأمن، كذلك الأمر فإن وفد «حزب الله» أكد دعمه للخطة الأمنية التي تنوي وزارة الداخلية تنفيذها في البقاع وأن لا غطاء فوق رأس أحد، وبالتالي فإن لدى الجيش والقوى الأمنية الضوء الأخضر لتوقيف جميع المطلوبين للعدالة وأن لا منطقة محظورة على السلطات العسكرية والأمنية في البقاع أو غيره.
وأشارت المعلومات إلى أنه جلسة بعد أخرى تتعزز أجواء الثقة بين «المستقبل» و«حزب الله»، لأنهما محكومان بالتوافق على حماية لبنان، مهما كان حجم الاختلاف السياسي كبيراً بينهما وهذا ما قاله الفريقان لبعضهما البعض منذ أول جلسة بينهما، ولذلك فإن الأولوية تتركز الآن على الشق الأمني بالدرجة الأولى، باعتبار أن جلسات الحوار وما تخللها من توافقات ولو بالحد الأدنى تركت انعكاسات إيجابية على الشارع، حيث تراجعت أجواء التشنج التي كانت قائمة بين المناطق التي استعادت هدوءها، وبالتالي فإنه يمكن القول إن الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» كان ضرورياً، بالرغم من وجود الكثير من الصعوبات التي تعترض طريق المتحاورين وتحديداً في ما يتعلق بالشق السياسي.
وكشفت المعلومات إلى أنه من غير المستبعد أن تتطرق الجلسة الخامسة للحوار المقرر عقدها الاثنين المقبل في الثاني من شباط إلى ملف الاستحقاق الرئاسي الذي يراه وفد «المستقبل» أولوية من أولويات الحوار، بانتظار موقف «حزب الله»، خاصة وأن عدم وجود رئيس للجمهورية يطيل أمد الفراغ القائم ويفسح في المجال لتوسيع دائرة المخاطر الأمنية على البلد، في ظل التهديدات المستمرة من جانب «النصرة» و«داعش».
اما عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت فقد كشف بدوره أن المتحاورين اتفقوا على إزالة الشعارات والإعلام الحزبية من كل المدن الساحلية وطريق المطار، مشيراً إلى أن قراراً سيصدر بهذا المعنى عن وزير الداخلية. ولفت إلى ان موضوع «سرايا المقاومة» سيكون على جدول اعمال الجلسة الخامسة في 2 شباط المقبل.
وإذ أشارت أوساط المجتمعين لـ «اللواء» إلى أن أجواء اللقاءات مشجعة وأن هناك تقدماً يحصل في كل جلسة حوار، فإنها لفتت إلى أن التعاطي يتم بمسؤولية كبيرة مع جميع القضايا التي يتم طرحها، بحيث أن كل فريق لا يعدم وسيلة من أجل إنجاح هذا الحوار وتحقيق الغاية المرتجاة منه، على أكثر من صعيد، لأن مصلحة البلد أولوية لدى الطرفين، وبالتالي فإن استمرار اللقاءات مفيد ومن شأنه أن يقود إلى إيجاد حلول للكثير من المشكلات القائمة في البلد والتي لا يمكن أن تحل إلا من خلال مثل هذا الحوار الصادق والشفاف الذي بإمكانه التغلب على ما يعترضه من عقبات.
وأشارت المعلومات إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري مرتاح لسير الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله» ولما تحقق حتى الآن، حيث أن هناك تصميماً ظاهراً لدى كل منهما على الوصول إلى توافق في ما يتصل بالكثير من النقاط الخلافية، لأن ذلك سيقطع شوطاً كبيراً باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، بالتوازي مع انطلاق الحوار المرتقب بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، حيث سيشكل الاستحقاق الرئاسي الطبق الأساسي على مائدة اللقاء المنتظر بين النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع.