IMLebanon

أيُّ تفاؤل في حكومةٍ تُدير ولا تحكم؟

الغيوم السوداء الداكنة التي تتجمَّع في سماء المنطقة، أين يقف لبنان منها؟

ربما هي من أكثر المرَّات التي تشهد فيها المنطقة هذه التطورات المتسارعة، بما يشير إلى أنَّ شيئاً ما يتمُّ التحضير له، فهل لبنان في جوِّ ما يحصل؟

أم هو ما زال غارقاً بين الحوض الرابع ومأساة كازينو لبنان؟

***

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مصر.

التنسيق على أشدِّه بين السعودية والإمارات والكويت والبحرين ومصر.

الإمارات تُرسل سرباً من الطائرات الحربية إلى الأردن.

العراق ستبدأ قريباً عملية برية ضدَّ تنظيم داعش.

إيران ودول الغرب يستعدون لأواخر آذار في شأن الإتفاق النووي، أم عدم الإتفاق.

السعودية تثبِّت قيادتها الجديدة في عهد الملك سلمان.

***

كلُّ هذه القضايا، أين لبنان منها؟

وكيف يواكبها؟

هل حكومةُ الأربعة والعشرين رئيساً قادرة على المواكبة؟

هل الملفات التي تكرِّرها من دون أن تُقررها هي الإستراتيجية الوحيدة؟

المنطقة تبحث في الحلول المطابقة والحلول غير المطابقة، ونحن نبحث في اللبنة المطابقة واللبنة غير المطابقة! المنطقة تبحث في تداعيات إنخفاض أسعار النفط، فيما بعض تجار النفط عندنا يبحثون كيف يُخفون هذه المادة عن المستهلِكين لأنَّ سعرها سيرتفع صباح اليوم فيزيدون الأرباح إلى جيوبهم!

تلك هي حالنا، سياسيون ومسؤولون لا يبحثون يومياً سوى عن منافع ومكتسبات يومية فيما الناس يبحثون عما يُكملون به يومهم، وبدلاً من أن يكون الإكمال بالمزيد من الإنجازات فإنَّه يتحوّل إلى المزيد من النكبات والإحباطات.

***

لا يريد اللبنانيون أن يقتنعوا بأنَّ نوابهم لا يستطيعون إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، فالحسابات السياسية يتركونها للسياسيين، ولكن ما ذنبهم إذا كان يُقال لهم إن كلَّ شيء بات مرتبطاً بالرئاسة فيما الرئاسة غير مرتبطة بأيِّ شيء لبناني، وللأسف.

وهنا جردة أولية بما يُفتَرض أن يكون قد أصبح منجزاً فيما الشغور الرئاسي والإرتباك الحكومي جعلاه غير منجز:

الموازنة العامة، فما من بلدٍ في العالم يستطيع أن يعيش من دون موازنة، سواء الدول المتقدمة أو النامية أو المتخلفة، فكيف الحال عندنا وبات لنا قرابة العشرة أعوام من دون موازنة؟

قانون الإنتخابات النيابية، أين أصبح هذا القانون حين يُعرَف أنَّ التمديد قد أصبح لإعطاء الوقت للمجلس الممدد له بأن يُنجز قانوناً عصرياً؟

البنى التحتيَّة من مطامر وسدود وتأهيل معامل توليد الكهرباء، أين أصبحت هذه كلها؟

وهل من خلال حكومةٍ تدير ولا تحكم تتحقق كلُّ هذه الإنجازات؟

إذا كانت الحكومة عاجزة عن تأهيل مسلخ أو مسمكة أو مطمر، فكيف لها أن تكون قادرة على تأهيل بلد؟