IMLebanon

أي حل سياسي  ترسمه الآلة العسكرية؟

ليس بعد محادثات الكرملين سوى مزيد مما كان قبل ليلة اللقاء المفاجئ بين الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الأسد: التصعيد في الحرب مستمر. خطوط الاتصال السياسي مفتوحة بين موسكو والعواصم الاقليمية والدولية المؤثرة. نازحون جدد بعشرات الآلاف ينضمون الى ملايين النازحين في الداخل واللاجئين الى الخارج بما يزيد عن نصف الشعب السوري. وخطاب يخفي بأكثر مما يكشف تشابك الخيوط بين الصراعات والصفقات في لعبة المصالح.

ذلك ان أهداف بوتين من الدخول العسكري المباشر في حرب سوريا أكثر بالطبع مما أعلنه بالقول ان الهدف هو الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية. والمعادلة التي يتصرف على أساسها هي ان الآلة العسكرية تفتح طريق العملية السياسية. فهو يعمل عسكرياً مع محور خامنئي – الأسد وحلفائهما. ويلعب سياسياً مع تحالف يقوده رئيس أميركي بارد متردد ويضم أكثر من ستين دولة بعضها على اللائحة بالاسم وبعضها الآخر إمكاناته أقل بكثير مما يطلبه للمعارضين ولنفسه. وفي الحالين تعقيدات مركّبة وأسئلة حائرة. فما هو المدى الذي يجب أن تصل اليه الآلة العسكرية لصنع تسوية؟ وأي طبعة للحل السياسي مرشحة للتحقيق، وسط الطبعات التي يحلم بها كل طرف؟

ما أكدته التجارب على مدى خمس سنوات هو استمرار رهان الاطراف على الخيار العسكري وتعطيل الخيار السياسي. وبين ما يدور الخلاف عليه حالياً هو: أي مقاربة تضمن هزيمة الارهاب؟ الذهاب الى تسوية سياسية توحّد الجهود لمحاربة الارهاب من قاعدة وطنية شعبية عريضة ام رفض اية تسوية قبل القضاء على الارهاب؟

موسكو توحي انها تعمل على الخطين معاً على طريقة تلازم المسارين. والرئيس الأسد يقول في محادثات الكرملين إن هدف العمليات العسكرية هو القضاء على الارهاب الذي يعرقل التوصل الى حل سياسي. وهو قال في دمشق إن ضرب الارهاب يوصل الى الحوار السياسي الحقيقي والجدي. لا بل حدد نوع الحوار بأنه الذي يدور بين السوريين والسيد الذي يدير الارهابيين والمعارضين، أي بين النظام والقوة الخارجية الكبيرة، لأن كل من يحمل السلاح ضد الدولة ارهابي.

وهذا نقيض الحل السياسي الذي يطالب به المعارضون والأميركان والأوروبيون والأتراك ودول عربية: الانتقال الديمقراطي للسلطة. والسؤال، وسط التباين في النظر الى درجة الحل السياسي حتى بين النظام وحلفائه، هو: هل لدى موسكو تصور جديد للحل السياسي قابل للحوار حوله وصولاً الى صفقة؟ وماذا لو فرض الحل الجغرافي نفسه بقوة الأمر الواقع، مع استمرار الخيار العسكري وأحاديث الحل السياسي؟