IMLebanon

أي سوريا تُدعى الى قمة بيروت؟

 

 

في الوقت الذي يطالب بعض اللبنانيين بأن تشارك سوريا في قمة بيروت للتنمية والاقتصاد التي ستعقد بين 19 و20 من الشهر الجاري لم يعد أحد يتحدث عن الوضع الاقتصادي، ولم يعد أحد يتحدث عن هذه القمة والمطروح عليها من مشاريع وجدول أعمالها، وتحوّلت الأنظار كلها الى حضور أو عدم حضور سوريا.

 

القمة الاقتصادية يفترض أن تتناول الشؤون الاقتصادية.

 

والسؤال: ما أهمية أن تشارك سوريا أو لا تشارك؟

 

هناك 11 مليون سوري مهجّر يعانون جراء العواصف والسيول والتقلب المناخي… وشظف العيش في أبشع ظروف الحياة، فمَن يهتم بهؤلاء وماذا ينفعهم أن يحضر النظام السوري أو لا يحضر؟!.

 

ويتحدثون عن الإعمار والاستقرار!

 

إنّ الإعمار الحقيقي هو في ما يخدم الانسان.

 

وإنّ الاستقرار الحقيقي هو استقرار الانسان في ظروف حياته، وفي أرضه، وفي اطمئنانه، وفي حريته وكرامته.

 

سوريا محتلة اليوم من روسيا وأميركا وإيران وتركيا و»حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية وسواها… فأي سوريا يجب أن توجه إليها الدعوة لحضور قمة بيروت؟

 

 

هل تحضر سوريا الروسية؟ ومَن يترأس وفدها في القمة: بوتين أو رئيس وزرائه؟!.

 

وهل تحضر سوريا التركية؟ ومَن يترأس وفدها الى القمة أردوغان أو أي مسؤول تركي آخر؟

 

وهل تحضر سوريا الأميركية؟ ومَن يترأس وفدها ترامب أو بومبيو أو ربما بولتون؟

 

وهل تحضر سوريا الايرانية؟ وأي من آيات الله يترأس وفدها؟!. وسوريا الاحزاب والميليشيات من يترأس وفدها الى قمة بيروت؟

 

وكي لا يبقى الكلام في التنظير نروي أن صيّاداً لبنانياً اعتاد أن يمارس هواية ورياضة الصيد في الأراضي السورية… وعندما تقدّم بطلب السماح له بممارسة الصيد في إحدى المناطق السورية التي يؤثر الصيد فيها جاءه الإذن بتوقيع القائد العسكري الروسي الموجود في تلك المنطقة، وهذه حقيقة ليس فيها أي مبالغة، وقد جرت بالفعل!

 

وفي الأساس انّ قرار دعوة سوريا ليس في لبنان، ذلك أنّ قمة بيروت الاقتصادية التنموية تُعقد في إطار جامعة الدول العربية، ومَن يوجه الدعوة هي الجامعة العربية، والبلد المضيف (لبنان) مهمته أن ينقل هذه الدعوة الى رؤساء البلدان التي قرّرت جامعة الدول العربية دعوتها.

 

فلماذا الضغط المتواصل في هذا المجال؟ ولماذا الإصرار على ابتكار الأزمات بغير وجه حق؟! هكذا ببساطة غير معقولة، وكأنّ اللعب بمصير هذا الوطن بات هواية الأطراف المعروف أنها تنفذ الأجندة الايرانية التي حوّلت لبنان (بفضل ممارسات الحزب العظيم) الى ورقة تستخدمها في صراعها مع الولايات المتحدة الأميركية، عندما يكون بين البلدين خلاف!..

 

إنّ ما يواجهه اللبنانيون من أزمات خانقة خصوصاً في المجال الاقتصادي مرشّح للتصاعد، ومع ذلك فإنّ اللاعبين بمصير البلاد والعباد لا يتورعون عن مواصلة اللعب في اللحظات الحاسمة… أي في وقت تتقرّر مصائر البلدان والشعوب، وبالتالي يجب أن يبقى لبنان في «الحجر الحكومي» حتى يسهل اللعب في ملعبه من دون رقيب أو حسيب.