IMLebanon

عن أي سوريا يتحدّث بشار؟

 

لا يخالج بشار الأسد أي شعور بالحياء وهو يتحدّث عن سوريا التي هي “مفتاح الحل” في المنطقة كما قال أمس في خطاب أثبت مرة أخرى، ومن خلاله، أنّه يعيش في عالم آخر، بعيداً عن العالم الحقيقي.

أي سوريا يتحدث عنها بشار؟

أولاً- سوريا التي تنتشر فيها القوات الاميركية في الجولان ودرعا ومناطق الشمال وسواها، والتي تقيم فيها أربعة مطارات عسكرية؟

في حين لم يكن فيها جندي أميركي واحد منذ ما قبل الاستقلال السوري وحتى اليوم.

ثانياً- أو ربما هو يتحدّث عن سوريا المحكومة من روسيا والتي يقيم الروسي على أراضيها قاعدتين عسكريتين: قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية.

هذه الـ”سوريا” التي يثبّت الروسي نفوذه المطلق عليها، وعلى رئيس النظام تحديداً… فهل نسي بشار أنّه عندما قرّر تفقّد قاعدة حميميم لم يأذن له الروسي بأن يدخل إلاّ منفرداً مجرّداً حتى من مرافق واحد يكون في معيّته؟

أو هل تراه نسي يوم استدعاه بوتين الى موسكو وأيضاً كان ممنوعاً من أن يرافقه أي مستشار أو وزير… فذهب وحيداً وعاد وحيداً لينفذ تعليمات السيّد الجديد بوتين.

ثالثاً- أو تراه يتحدّث عن سوريا المدمّرة بنسبة كبيرة جداً… دماراً شاملاً لم تنجُ منه المستشفيات والجامعات والمدارس ودوَر العبادة… في المدن والأرياف على حد سواء.

رابعاً- وقد يكون يتحدّث عن سوريا التي هجّر هو نصف شعبها، فبلغ عدد النازحين والمهجرين نحو 11 مليون نسمة.

خامساً- ولعلّه يتحدّث عن سوريا التي تزداد أرقام الضحايا فيها الى ما يكاد يقارب المليون نسمة؟!.

سادساً- أو هو يتحدّث عن سوريا التي تعيث فيها الميليشيات فساداً وقتلاً بالشعب السوري الذي جريمته أنّه انتفض مطالباً بالحرية والكرامة والانتخابات النزيهة؟

أهذه هي سوريا التي يتحدّث عنها بشار؟

وأين هي هذه الـ”سوريا” من تلك السوريا التي كانت قلب العروبة النابض وعنواناً أبيّاً للعروبة فإذا بها مرتع للفُرس وسائر الغرباء وأعداء العرب والعروبة.

أين سوريا التي كانت الرقم الصعب في المنطقة يوم كلمتها كلمة وموقفها يؤخذ به… حتى عندما اعتدت إسرائيل على لبنان في العام 1996 تقاطر وزراء خارجية عرب وأجانب إلى دمشق لوقف العدوان ومعالجة تداعياته!

سوريا تلك لم يبقَ منها سوى ذكريات طيّبة لا يريد بشار أن يسمع بها.