IMLebanon

حين يدقُّ أبو فاعور ناقوس الخطر

لا حديث في بلد الفراغ الرئاسي، وتعطيل المؤسّسات الدستوريّة، إلا حديث الزبالة التي ازدهر موسمها حتى غطّى الجغرافيا اللبنانيّة من الناقورة إلى النهر الكبير.

والكلام، والحديث، والتحليل لم يعُد مقتصراً على السياسة، والاستحقاق الرئاسي، والركود الاقتصادي، والبطالة، والهجرة، بل دخلت الزبالة شريكاً مضارباً وقويّاً. فالأخْذ والردّ حولها تشعّبا وتمدّدا وانطلقا من الانتشار المدهش و”المزدهر” إلى علامات الاستفهام والتعجّب حين يتدخّل عنصر المال، في الأحاديث المتشعِّبة، كعنصر فعّال في عرقلة الحلول وما إلى ذلك، وما هنالك من المخفي…

كلام، وكلمات، وحكايات، إلا أن الناس ما زالوا بأكثريّتهم مدهوشين، مستغربين، متسائلين عن الأسباب التي جعلت أزمة الزبالة كرة نار لا ثلج، تُخيف الناس بالجملة لا المفرّق. حتى بات لغزها أصعب من الحلول الخجولة التي تكاد تكون بدورها من الأسرار القابلة لكل التفسيرات، من غير أن ينطبق حالها على أي منها:

مال، وسياسة، ونفوذ، ونكايات، ومطالب، وشروط، وحَكي أغرب من الخيال. إنما لا بدّ من فرصة، من مناسبة، يغتنمها بعضهم أو أحدهم ليبقّ البحصة… وقد تكون هناك بحصات بالجملة والمفرّق…

ما علينا، لندعْ هذه الأسئلة الحائرة جانباً، ولندخل مع الوزير وائل أبو فاعور في صلب الموضوع، وخصوصاً بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده الاثنين ودقّ خلاله ناقوس الخطر: نحن على شفير كارثة صحيّة كبرى.

ما العمل؟

حتى اللحظة، وحتى بالنسبة إلى وزير الصحة لا وجود لأي أفق واضح لعلاج هذه المعضلة الجديدة، “إذ يبدو أن الخيارات موصَدة في وجه الحلول”، ولألف سبب وعلّة. إذاً، لا بدّ من أن تتحرّك الحكومة المكبّلة الأيدي والأرجل بالخلافات والمشادّات والأسباب المفتعلة… وتتّخذ القرار السريع لحلّ أزمة صحيّة خطيرة، من شأنها زرع كل أنواع الأمراض المعروفة وغير المعروفة في “قطعة السما”. ساحلاً وجبلاً، وما بينهما.

فهل أخذ وزراء العرقلة ووضع العصي في الدواليب علماً بالمخاطر والأهوال والأمراض والمصائب التي باتت مشرورة أمام الأبواب والنوافذ؟ في جوار المستشفيات، والمصحّات، وحيث متاجر الخضر والفاكهة والمآكل على اختلافها، وحيث وحيث…

والوزير أبو فاعور يضع الجميع في الصورة، وتحديداً وزراء التعطيل وسواهم ممن يساهمون في عرقلة أعمال الحكومة لغايات ومآرب شتّى: إننا على شفير كارثة صحيّة كبرى في لبنان. والوزراء، وأنا واحد منهم، كما القيادات والمرجعيّات السياسيّة يعرفون. لذا أُحذّر من هذا الواقع الذي أضعه برسم كل المسؤولين.

ولأن مصارحة المواطنين تقتضي قول الحقيقة، فإنه يرى من واجبه ومسؤوليّاته أن يُعلن على الملأ أن كل شيء بات مهدّداً الآن، الهواء، المياه، الغذاء، وبالتالي صحة اللبنانيّين.